يكتبون أحلامهم على رمال شاطئ البحر الأحمر .. ويهرولون نحن البلد القديم .. ويغردون في الفرح .. ويرسمون الحلم الآسيوي .. الذي مازال بعيدا عن شارعي التحلية والصحافة .. !! ** من يغني فرحا وطربا .. ومن يتمتم بالناي الحزين .. سؤال إجابته لن تكون إلا بعد سباق ماراثوني مدته قد تزيد عن (180) دقيقة .. حينها سنعرف من يتراقص بثوب النصر في التحلية أو الصحافة .. أم الآن فكلاهما يطرب بالموروث "الأهازيجي " لتاريخهما .. كيف لا وحنجرة فنان العرب محمد عبده صدحت بالأهلي .. وصوت الأرض طلال المداح تغنى بالعميد ..!! إنه التاريخ .. الذي يفتح ذراعيها للراقي والعميد .. ففي كل زمان ومكان .. لهما حضور أخاذ .. بالجمهور والنجوم والأمجاد .. وكل قصة لهما بألف قصة وقصة .. وسعيد الغراب حكاية مشتركة .. وخالد مسعد فصل ومحمد الخليوي أيضا فصل آخر من صراع الانتقالات .. !! من يجرؤ على قول كل الحقيقة في ملف الاتحاد والأهلي .. لا أحد .. فليس كل ما يعرف يقال .. والذي يقال في هذه المرحلة يختلف عن أي مرحلة أخرى .. إنها لغة الآسيوية التي لها طعم آخر ولون آخر .. وهي حقيقة أثبتتها الألفية الثالثة التي تختلف كليا عن مرحلة الملاعب الترابية ..!! في الأهلي والاتحاد .. لغة انتماء متوارثة .. أبا عن جد وابنا عن أب وهكذا دواليك .. هو انتماء حقيقي للكيان .. وعشق متوارث بشكل يثير الإعجاب .. حتى يخيل للبعض ممن يتابعون هذا المشهد أن الكيان بالنسبة لجماهير الناديين هو "الأسرة الكبيرة" التي لا يمكن التخلي عنها .. بل الوجع لوجعها .. والفرح لفرحها .. والحزن لحزنها .. قوانين ولوائح غير مكتوبة يلتزم بها كل من ينتمي لهذين الناديين ..!! نعم .. جماهير الراقي والعميد تنتمي لكيان وليس لعبة .. لذلك تجدهما حتى في لعبة «تنس الطاولة» متواجدين تصدح حناجرهم بأهازيج العشق الموروث .. ومن يتمعن في تلك الكلمات يدرك أن ما يصدر من المدرجين له عمق انتمائي أكبر من مجرد تشجيع كرة قدم ..!!أنهم عاشقون .. بل يهيمون في حبهم للعميد والراقي .. وحراك من يسير تحت مظلتهما متفاعل غير جامد .. وأهازيج الرابطتين برهان على هذا الحراك الذي لا يعرف الكلل والملل .. إنهم يبدعون حتى في الطرب على المدرجات .. بل إن نزالهما يعد مباراتين في مواجهة واحدة .. الأولى داخل المستطيل الأخضر .. والثانية على المدرجات .. وفي أحيان كثر تكون الأخيرة أكثر إمتاعا وتميز من الأولى ..!! نعم .. جماهير الراقي والعميد تنتمي لكيان وليس لعبة .. لذلك تجدهما حتى في لعبة "تنس الطاولة" متواجدين تصدح حناجرهم بأهازيج العشق الموروث .. ومن يتمعن في تلك الكلمات يدرك أن ما يصدر من المدرجين له عمق انتمائي أكبر من مجرد تشجيع كرة قدم ..!! لا أعرف السر في هذا اللغز .. ولا أعرف حتى لماذا تتحول لهجة أي شخص ينتقل ويقطن الحجاز لإتقان اللهجة الحجازية البحتة .. بينما لا يحدث ذلك في باقي مناطق المملكة .. نعم الجنوبي عندما يتحول لجدة تسكنه زنبقة لهجة أهل الحجاز والشرقاوي كذلك والشمالي والقائمة تطول .. وأعتقد أن تفسير هذه المعادلة بالذات .. يجعلنا لا نستغرب أن أهازيج الاتحاد والأهلي منتشرة في دول الخليج والأكثر تداولا في المدرجات ..!! أعود لصخب ذهاب الدور نصف النهائي الآسيوي الذي يجمع الاتحاد والأهلي .. وهما بالنسبة لنا كإعلام "عينان في رأس واحد" .. سنقول للفائز مبروك وللمهزوم حظ أوفر .. ولكن ما يجب أن يتنبه له كل أهلاوي وكل اتحادي أن مسئوليتهم مضاعفة في المحفل الآسيوي .. فهما واجهة الكرة السعودية في القارة هذا الموسم .. وأي خروج عن النص سيؤثر كثيرا على سمعة بلادهما .. والمطلوب التنافس الشريف داخل المستطيل الأخضر من جهة .. ومن على المدرجات من جهة أخرى ..!!