اعتاد المتابعون لكرة القدم على المستويين المحلي والعربي أن يشاهدوا الاتفاق وهو يبدع ويؤدي عروضا فنية ومهارية بأفضل المستويات المقرونة بالنتائج الايجابية، والاتفاق هذا الموسم ظهر بصورة مختلفة عن تلك التي كان عليها في المواسم الماضية، وإذا كان الكثير لايعلمون عن سر هذا التفوق والبروز الذي طرأ على "فارس الدهناء"، فإن القريبين من النادي على علم وإدراك بأسرار الخلطة الاتفاقية التي وراءها مهندس الانجازات، رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري، لتتذكر اتفاق زمان، اتفاق صالح خليفة وسعدون وعمر باخشوين وسامي جاسم وعبدالله صالح وزكي الصالح وغيرهم من النجوم الذين حفروا أسماءهم في ذاكرة الرياضيين بحروف من ذهب. وكانت نتائج الاتفاق في الثمانينات وحتى منتصف التسعينات وراءها زحف جماهيري لايختلف في إبداعه ومهارته في المدرجات عما يقدمه اللاعبون في المستطيل الأخضر، غير أن هذا التناغم أصبح مفقودا لغياب الجماهير عن تأدية دورها وعزفها بالمدرجات، وبقي الفريق والإدارة يعملان ويمتعان وسط مدرجات شبه خالية إلا من عدد قليل من الجماهير الوفية التي لازالت تنبض بحب الاتفاق. وبات غياب الجماهير الاتفاقية عن المدرجات لغزا محيرا لايعرف سببه ولا الهدف من هذا الابتعاد من أبناء الشرقية عن ناديهم، فقد عرفوا فيما مضى بالإبهار فيما يقدمونه من إبداع في المدرجات وإبراز عشقهم لناديهم وفريقهم الكروي!! والمعروف أن الجماهير الاتفاقية كانت تغزو الملاعب، وترحل خلف فريقها أينما حل وارتحل حتى تؤازر وتساند الفريق بأعذب الألحان وتتراقص بأفضل الرقصات مع أهازيج الهولو واليامال، والمزمار يصدح ويطرب اللاعبين ويشد إليه أسماع الآخرين. هذا الاهتمام أصبح معدوما ومدرجات "الفارس" باتت خاوية، بالرغم من إمتاع الفريق وتقديمه أروع المستويات على المستويين المحلي والآسيوي، ولازالت الفرصة مواتية لتعود الجماهير الاتفاقية إلى المدرجات لتقف خلف فريقها الذي تنتظره مباريات هامة في كأس الاتحاد الآسيوي بعد ان خرج من كأس الأبطال فهل تعود لتقول كلمتها وتبدع كما هو حال فريقها؟!