ليلة كرنفال .. ليلة إمبراطور .. ليلة عناق .. ليلة حلم .. ليلة دموع .. ليلة بطل .. ليلة عشق وانتماء ووفاء .. ليلة الراقي والجمهور والجنون والقلوب .. ليلة تيسير والحوسني وفيكتور ومدرجات قالت وطالت وحازت على مجد الأفضلية واللقب وأفراح القمة. ليلة منجز عاشتها مدينة الأهلي جدة وهي تردد بحنجرة الفن الأصيل الله عليه أبو الكؤوس يلعب ويطرب. ليلة خاصة هاجر بنا ومن خلال ساعاتها هذا الأصيل لكي نرسم حدوداً للفرح ونختزل بها التاريخ كل التاريخ في صورة فريق عاد إلى حيث كان كبيراً مغواراً عملاقاً فارساً بطلاً وصاحب ريادة. هنا النادي الأهلي .. هنا المجد .. هنا التاريخ .. هنا لغة خالدة زرعت حروف عباراتها بعطاء نجوم لم يقبلوا بالانكسار واستمرارية الانكسار بل على النقيض قالوا هذه المرة كلمة الفصل وطاروا بأغلى الألقاب وأثمنها وأهمها كمعنى وكقيمة. في حنايا شارع التحلية ومقر النادي الملكي أجدني مع صديقي فايع المشيرة في رحلة قهرت الصعب وحطمت أسوار المستحيل .. رحلة هاجت بنا الذكريات وماجت نحو جدة القديمة نستملي سوياً قصة أمجادك يا قلعة الكوؤس .. قصة نستملي بها ذكريات والد الأهلاويين وكبيرهم الراحل الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) وأخرى نقف على حواف إبداعاتها مع الرمز الكبير خالد بن عبدالله ، وثالثة مع العاشق محمد العبدالله ، ورابعة مع دابو والصغير وتلك الأسماء التي لا زالت ذكرياتها عالقة في الأذهان. الأهلي يا سادة قصة عشق كونتها تجاعيد قلوب أضناها الشوق .. ألست أهلاً للكوؤس يا أهلي. بالأمس بطولة أما اليوم فسأمتطي صوت جدة العتيق الحديث في المقاهي الشعبية .. في الحارات .. في الصبان والمساعدية وفي حكايات الماضي التليد في نفس المكان في غير الزمان والقاسم المشترك (عودة بطل) بحجم وطن .. في عيون طال سفرها ووجوه غيبها الحظ وإن أسهبت في الإيغال فثمة روايات سأتركها لصوت العقل والمنطق عله يجد حلاً للغز حارت منه العيون قبل القلوب. غربة مشاعر نحو مجد غائب كتب فصل نهاياته المحزمة ظروف خارجة عن أفضلية بطل غير متوج دوماً. اليوم ونحن نتعايش مع الأهلي البطل لا بأس في أن نرتشف قهوة الفرح من فنجان الكبار ونترك لحطابي الليل المظلم كل أقاويلهم وأقلامهم وندير مؤشر الساعة إلى حيث يقطن الأهلي. كبير يا أهلي .. فما بين بدايات متعثرة هاهي النهاية تأتي بالصعب ومن يستطيع أن يحقق الصعب جدير بالثناء. أما عملاق الإنجاز فلن أنحاز إلى عواطفي بل سأنحاز إلى منطق القول ومضمون عباراته والمنطق هو من يثبت أن خالد الذي خطط وسهر ودعم وفكر وابتكر وتحمل هو من قدم للجمهور هذا الفريق المتغير في غضون أيام ليخرج من الموسم حاملاً بطولة ومدوناً اسمه في قائمة الآسيوية هكذا بصمت وما أجمل صمتك أيها الرمز الكبير حينما يثمر وينتج ويسعد كل القلوب. أخيراً سأسترق نبرات الحناجر وعبرات الغياب وخلجات نفس تصدح يا موج هون على قلبي. نعم عاد البطل وعاد الأهلي فتنفسوا من روح إبداعاته ولا تكترثوا .. وسلامتكم.