قال القيادى البارز المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية «ثروت الخرباوي»: إن أمير قطر والرئيس التركي ينفذان مؤامرة غربية لتدمير الوطن العربي وتمزيق وحدته، مشددا في حوار مع «اليوم»، على أن أردوغان يتوهم أنه سيصبح خليفة المسلمين، فيما يحلم تميم بلقب «والي» منطقة الخليج، مشيدا بالدور السعودي في مواجهة خطر جماعة الإخوان الإرهابية. وكشف الخرباوي تفاصيل مثيرة عن العلاقة المريبة بين التنظيم الإخواني الإرهابي ونظام الملالي الإيراني.. فإلى نص الحوار.. • كيف ترى دور المملكة في قضايا المنطقة؟ - المملكة تدير الملفات الشائكة بقدر كبير من النضج السياسي، والدور السعودي مميز في الأزمات الساخنة وفي إجهاض المؤامرات الكبرى التي تسعى لتمزيق عدد من الدول العربية. والمملكة تشهد طفرات كبرى في كافة المجالات بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. وأشيد هنا بتصدي السعودية لخطر جماعة الإخوان، ليس فقط بالمواجهات الأمنية ولكن بالمواجهات الفكرية، وهي خطوة تنسجم مع ما تشهده المملكة من نقلة حضارية رائعة. • كيف اتفقت قطروتركيا والإخوان على هدف تخريب المنطقة؟ - هناك قاعدة تسمى «المصالح تتصالح»، وحتى لو فرض جدلا أنه كانت هناك خصومات أو خلافات أو عداءات بينهم في فترات سابقة، فإن المصالح تجمعهم خلال المرحلة الراهنة. كان الإخوان في يوم من الأيام يحرقون الأعلام الأمريكية، وهم الآن يلعقون أحذية مسؤولي «البيت الأبيض» ليل نهار، ويذهبون إلى الكونجرس بوفودهم يقدمون فروض الولاء والطاعة ويرتدون رابطة عنق تحمل علم الولاياتالمتحدة. هذا الاتفاق أو الانسجام والتناغم في المواقف، له اتجاهات نفسية قديمة وليس وليد اللحظة. أردوغان بايع الإخوان في باكستان عندما كان يلعب لأحد فرق كرة القدم في تركيا، وكان الفريق يخوض فترة إعداد إبان السبعينيات الميلادية، وتزامن في الوقت ذاته عقد مؤتمر إسلامي يحضره المرشد الخامس للإخوان مصطفى مشهور، والتقى أردوغان بمشهور وبايعه، علما بأن أردوغان كان قد بايع من قبل نجم الدين أربكان السياسي التركي الذي تولى رئاسة حزب الرفاه ورئاسة وزراء تركيا خلال الفترة ما بين العام 1996 و1997 للدخول في التنظيم. وبعد مبايعة أردوغان لمصطفى مشهور، أضحى عضوا رسميا في تنظيم الإخوان. وبعد تكوين مشهور للتنظيم الدولي للإخوان عام 1982 كان أردوغان أحد شباب الجماعة بتركيا، الذين سعوا لتقديم نمط جديد من الفكر الإخواني في تركيا يختلف عن نمط أربكان. الخرباوي يجيب عن أسئلة المحرر (اليوم) • ماذا عن تميم؟ - تميم تولى تربيته في قصر أبيه، شيخ الفتنة وأحد الأبواق الإخوانية يوسف القرضاوي، حيث تلقاه طفلا صغيرا وبدأ في تعليمه، وكان أيضا عبدالحليم أبو شقة أحد رموز الإخوان بالتربية والتعليم، أحد المشرفين على تربية تميم، لذلك تربى أمير قطر منذ الصغر تربية إخوانية، وليس بالضرورة أن يكون فكر تميم بنفس النمط الإخواني الدارج لكن على أقل تقدير يحمل في قلبه عاطفة كبيرة جدا تجاه الإخوان، لذا فليس مستغربا أن تحتضن قطر قيادات الجماعة الإرهابية الهاربين. • هل ينفذ أردوغان وتميم مخططا غربيا لتغيير خريطة الوطن العربي؟ - هناك مخطط غربي تلاقى مع أحلام اليقظة التي يعيشها الرئيس التركي وأمير قطر. دول الغرب تريد أن تتحول المنطقة العربية والعالم الإسلامي إلى مخزن للمواد الخام التي تستخدمها لإدارة مصانعها، وأن تصبح المنطقة أيضا مائدة لطعام العالم الغربي، ويعد البترول والغاز في منتهى الأهمية من أجل الحفاظ على مصادر الطاقة، لذلك سنجد أن مؤامراتهم تتضمن خرائط لأماكن النفط والغاز وكانت موجودة لديهم منذ زمن بعيد. ويرى الغرب أن السيطرة على المنطقة العربية لن تكون بالطرق القديمة التي كانت تتم قبل الحرب العالمية الثانية، لذا كان لا بد من إيجاد نمط جديد وهو أن تمزق هذه المنطقة نفسها، ولكن كيف يحدث ذلك والمنطقة توحدها القومية العربية، لذلك فكروا في استخدام الدين الذي يثير الخلافات دائما، فكل من يرفع راية الدين يقول إنه يمتلك الصواب المطلق وإنه صاحب الحق، فتحدث صراعات بينه وبين باقي الفرق، لذلك كانت تغذية دور تلك الجماعات وبالذات الإخوان، خطوة مهمة جدا لتتحول المنطقة إلى مجموعة من الدويلات والإمارات الصغيرة الغارقة في الخلافات، لتأكل نفسها كما حدث في الأندلس من قبل، أي تتحول دول المنطقة العربية إلى أشلاء ما يعني أنه لن تكون لديها القدرة على الإنتاج أو التفكير أو توظيف العلم فتهمل الموارد الطبيعية التي يحتاجها الغرب لخدمة مشروعاته. • هل هذا وحده أم هناك أسباب أخرى؟ - تلاقى المخطط الغربي مع مخطط الجماعات الإرهابية التي تزعم أنها تسعى لعودة الخلافة الإسلامية. ويتوهم أردوغان أنه يستطيع استعادة سطوة الدولة العثمانية ليصبح خليفة المسلمين. أما قطر فتريد أن تجد لنفسها دورا على الساحة العربية بعد تفتيت المنطقة إلى دويلات وإمارات إسلامية صغيرة. لقد كان المخطط تقسيم ليبيا إلى ثلاث إمارات، ومصر إلى أربع إمارات، والسعودية إلى إمارتين كبيرتين مع تأجيج الصراعات المذهبية. والمثير للتهكم هو أن تميم في قناعاته أنه سيصبح الوالي وأمير المؤمنين في منطقة الخليج والذي سيكلف الخلفاء والأمراء والولاة على ولايات الدولة الإسلامية المزعومة، وهو ما يجعلنا نفسر سبب كراهية تميم لرموز المنطقة وخصوصا حقده الدفين ضد المملكة وقياداتها. • ماذا عن المناطق الأخرى؟ - تشير الأحداث الحالية إلى أن المؤامرة تنتقل حاليا إلى الشمال الإفريقي، ليبيا يتم تدمير ما تبقى منها الآن، والدور على الجزائر والمغرب وهناك مخطط لإعادة المحاولة في تونس، والسودان، لذا على شعوب هذه الدول أن تعي جيدا الدور الإخواني الخبيث في التغلغل بوسط الأزمات من أجل إيجاد دور قوي ومؤثر للسطو على الحكم في مرحلة لاحقة. هذه هي ملامح خطة تمزيق الوطن العربي، والغريب أنه كتب عنها في الغرب، وتحدث عنها عملاء سابقون من المخابرات البريطانية. • ما أسرار علاقة الإخوان مع إيران؟ - الإخوان وإيران ملف قديم بدأ في أواخر الثلاثينيات عندما أنشأ مؤسس الجماعة حسن البنا في منطقة الزمالك بالقاهرة دارا أطلق عليها «التقريب بين السنة والشيعة» وكان شريكه في إقامة الدار هو تقي الدين القمي، ثم جاء الخميني إلى مصر في الفترة ذاتها وتقابل مع البنا وكان أحد الزعماء الدينيين الشباب في إيران وتمت استضافته في دار الإخوان لمدة أسبوع حتى غادر القاهرة. لذلك عندما قامت ثورة إيران في يناير 1979 أطلق الخميني على نفسه لقب المرشد الأعلى للثورة تيمنا بلقب المرشد حسن البنا، على الرغم من أنه لا يوجد هذا اللقب الديني لدى الشيعة، والمفاجأة أن لقب المرشد لقب «ماسوني» في الأساس. • هل يعني ذلك أنه تحالف قديم ممتد؟ - ظل التحالف الإخواني - الإيراني القديم ممتدا، وكان أول من نعى الخميني بعد وفاته، المرشد العام السابع للجماعة، مهدي عاكف، والعديد من قيادات التنظيم الدولي للإخوان، وفي حرب إيران مع العراق التي استمرت 8 أعوام كانت جماعة الإخوان تؤيد إيران، كما أن العجيب أن لجماعة الإخوان تنظيما علنيا يعمل في إيران وهو التنظيم السني الوحيد. وانتقدت قيادات سنية حسن البنا لتأسيسه دار «التقريب بين السنة والشيعة» ومنهم محب الدين الخطيب ووصفها بدار التخريب، واتهم البنا بأنه تقاضى مبالغ مالية كبيرة من إيران لإقامة الدار، أظهر مؤسس الجماعة الطريقة البراغماتية التي يتعامل بها الإخوان بقوله: «فلنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه». • كيف يفسر سلوك الإخوان الانتهازي؟ - عناصر الإخوان تنحي الخلافات العقائدية، وتضع أياديها مع من يختلفون معهم من أجل المصالح. حدث ذلك في مواقف عدة، منها مع شبكة لافون الصهيونية عام 1954 التي كانت تستهدف تنفيذ تفجيرات في مصر لإفساد اتفاقية الجلاء التي كان الرئيس جمال عبدالناصر على وشك توقيعها مع الإنجليز، فالإخوان كانوا يقاتلون لمنع اكتساب عبدالناصر شرعية دولية بالتوقيع على هذه الاتفاقية، والصهاينة كانوا يرغبون في استمرار تردي الأوضاع في مصر، فحدث الاتفاق في الأهداف. وحديثا خاطب الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي رئيس الوزراء شيمون بيريز بلقب صديقي، وفي عهد مرسي أيضا دخل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأزهر ورفع علامة النصر وأشار إلى أن الأزهر جامع فاطمي شيعي وها نحن قد عدنا. • لماذا لا تصنف الإخوان جماعة إرهابية على غرار الحرس الثوري الإيراني؟ - جماعة الإخوان لن يتم إدراجها على الإطلاق في الولاياتالمتحدة وبريطانيا ضمن الجماعات الإرهابية، بينما تم إدراج حماس على لائحة الإرهاب لترضية اليهود، والموقف بالنسبة للإخوان يختلف والحالة الوحيدة لتصنيفها إرهابية، هو انتهاء دورها أي بعد اكتمال المؤامرات الأمريكية والغربية وتصبح الجماعة بلا قيمة بل «كارت محروق» حينها ستتحرك المخابرات الأمريكية والبريطانية إلى التخلص منها، لكن طالما المؤامرة مستمرة فالإخوان باقون. • لماذا تحولت ليبيا إلى بؤرة للجماعات المتطرفة بما فيها الإخوان؟ - لم يكن من المتوقع أبدا حتى بالنسبة للباحثين والمراقبين، أن يكون هناك وجود قوي للإخوان داخل ليبيا، خصوصا أن فترة حكم القذافي شهدت تشديدا للخناق عليهم وأصدر أحكاما بإعدام عدد كبير منهم، كما أنهم لم يكن لهم وجود سياسي علني، لكن ظهورهم في فترة لاحقة يؤكد أنهم بارعون جدا في العمل السري تحت الأرض، وفي الوقت الذي كان يعمل فيه القذافي ومنظومته السياسية، كما أن مجتمع القبائل كان وجوده قويا، كانت جماعة الإخوان تعمل في الخفاء وتحصل على دوائر أكثر اتساعا وتعقد تحالفات مع قبائل وعائلات كبيرة واستقطبت عددا كبيرا من الشباب، كل هذه التحركات كانت تدار بعيدا عن أجهزة المخابرات في ليبيا. • هل كشف ما يسمى «الربيع العربي» هذه الملامح؟ - لم يكن يعلم أحد بتلك القوة الخفية لجماعة الإخوان، لكن بعد ما يسمى «الربيع العربي» ظهر أننا كنا في حالة سبات عميق، واستيقظنا فوجدنا أن جماعة الإخوان تسيطر على دول ومشاعر الشباب، وكذلك فوجئنا بأشخاص من الشخصيات المدنية الليبرالية أنهم من أعتى الشخصيات الإخوانية المتطرفة، وأنهم كانوا يخفون توجهاتهم، أي أن الإخوان عملت سرا في ليبيا وبشكل منظم وأصبح لها قوة كبيرة، لذلك ظهرت على السطح هناك، وحظيت بدعم كبير من التنظيم الدولي للإخوان، ومن أجهزة المخابرات الغربية، خصوصا أن ليبيا تعد حافظة مالية كبيرة لثرائها الكبير بسبب النفط. وبالتالي ليبيا تعد محطة مستهدفة، لثروتها أيضا، إضافة إلى رغبة الغرب في وضع حليف قوي لهم للسيطرة على مفاصل ليبيا فاختاروا الإخوان، كما أن وجود كافة هذه القوى المعادية في ليبيا على الحدود الغربية المصرية بمسافة كبيرة تتخطى الألف كيلو متر يسهل مهمتها في تهديد مصر، وحدث بالفعل ذلك أكثر من مرة منها حادث الواحات الشهير الذي استشهد فيه جنود مصريون عديدون.