تتميز قصور الأدارسة الأثرية في صبيا بمنطقة جازان التابعة لأسرة الأدارسة الذين حكموا المنطقة من عام 1327ه حتى توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، بطراز معماري فريد لا يوجد له مثيل في الجزيرة العربية في تلك الحقبة الزمنية، يمزج بين النماذج الأندلسي والمغربي والتهامي. أوضح المستشار والمرشد السياحي طارق بن محمد معافا أن قصور الأدارسة الأثرية تتميز بطراز معماري فريد لا يوجد له مثيل في الجزيرة العربية في تلك الحقبة من الزمن، فقد جمع بناؤها بين الطراز الأندلسي والمغربي والتهامي والساحلي والجبلي، فأصبحت عبارة عن تمازج فريد بديع تدل على الحسّ الراقي الرفيع للبنائين في تلك الفترة. وقال: تقع قصور أسرة الأدارسة الذين حكموا المنطقة قبل أكثر من 100 عام وحتى توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على أرض رملية شمال شرق مدينة صبيا، وتتضمن 15 غرفة بعضها مجالس وأخرى تحتوي على رفوف وبعضها مستطيلة وأخرى مربعة، بارتفاع يتجاوز الأربعة أمتار، سقفها من خشب الأشجار وزُخرِفت جدرانها بنقوش جصّية من أعلاها لأسفلها بتدرجات متعددة، تغطي أحجارها البركانية التي جلبها الجمّالة على ظهور الجمال من جبل عَكوة الذي يبعد عنها ما يقارب ال15 كيلو متراً. » نقوش إبداعية وأضاف معافا: بُنيت في لُبّ حيطانها من الداخل مكتبات كثيرة العدد بأقواس منقوشة تزين أعلاها، تدلّ على اهتمام سكانها بالقراءة وشدة حرصهم على أن تكون سهلةً في متناول أيديهم، أما شبابيكها وأبوابها الخشبية بديعة النقوش -كما يذكرها كبار السن- فقد أزالتها السنون وأمست أثراً بعد عين، وتجد عند أبواب بعض الحجرات درجات تتكون من بادئة ودرجتين أو ثلاثٍ تابعة، وفي أعلى الغرف نوافذ ثابتة من الزجاج الملون تضفي لمسة جمالية عند سطوع ضوء الشمس من خلالها، ومزاريب خشبية لتصريف مياه الأمطار. » اهتمام حكومي وقال معافا: يحيط بحرم القصور سور ضخم بارتفاع أربعة أمتار أو تزيد، قد تهدم أكثره، على هيئة أقواس بطبقات جصيّةٍ منقوشة، عرضه في الغالب نصف متر وقد اهتمت الحكومة السعودية بالموقع فأقامت عليه مؤخراً سورا لحماية الأبنية من التهدم، وأقامت (مشروع قصور الأدارسة السياحي) الذي ينتظر المواطنون تشغيله، بعد أن تم الانتهاء منه منذ عدة سنوات.