إن اجتماع الكلمة ووحدة الصف بين الراعي والرعية وحضور أهل العلم عنوان لقوة الأمة وتماسك بُنيانها وامتداد مجدها، وهي من النعم التي يسوقها الله لعباده، لما في ذلك من صلاح الدارين وانتظام أمور معاشهم، وفيها تفويت الفرص لمن يُريد إخلال الصف وإثارة الفتن وإفساد المجتمعات في أخلاقهم وأفكارهم. ولقد أمرنا ربنا الكريم بالاجتماع والائتلاف، ونهانا عن الفرقة والاختلاف فقال تعالى: «يا أيُها الذِين آمنُوا اتقُوا الله حق تُقاتِهِ ولا تمُوتُن إِلا وأنتُم مُسلِمُون واعتصِمُوا بِحبلِ اللهِ جمِيعا ولا تفرقُوا». قال شيخ الإسلام: «وهذا التفرِيقُ الذِي حصل مِن الأُمةِ عُلمائِها ومشايِخِها وأُمرائِها وكُبرائِها هُو الذِي أوجب تسلُط الأعداءِ عليها» (مجموع الفتاوى 2/422). وإن من بشائر الخير على المنطقة الشرقية وأهلها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- التي تجسد عمق العلاقة والمحبة بين الراعي والرعية وتلمس حاجة المواطنين من قبل قيادتهم الكريمة، وهو منهج سار عليه ولاة أمر هذه البلاد -حفظهم الله- منذ عهد المؤسس الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، وإن الفرحة بالمقدم الميمون لغامرة والبهجة على الوجوه بادية، إذ إن المنطقة الشرقية تشهد تطورا ملموسا شأنها شأن بقية مناطق المملكة العربية السعودية، حيث أخذت نصيبا وافرا من مشاريع التنمية والتطور التي تحظى باهتمام ومتابعة مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الذي سخر وقته وجهده لذلك، ويسعى دائما لمزيد من تكاملية الجهات الحكومية لترقى لتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- وتصب في مصلحة المواطن والمقيم والزائر للمنطقة الشرقية، بمؤازرة من عضده صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية -حفظهما الله- سائلين الله الكريم أن يحفظ على هذه البلاد أمنها وإيمانها وعقيدتها وشعبها واستقرارها، وأن يُديم هذا التلاحم والوئام في هذه البلاد وفي جميع بلاد المسلمين. إن الطيب من معدنه لا يُستغرب، حيث إن صدور التوجيه الكريم بإطلاق سراح جميع السجناء المعسرين من المواطنين بالمنطقة الشرقية في القضايا الحقوقية من خلال تسديد المبالغ المترتبة عليهم ممن ثبت إعسارهم شرعا وممن لا تزيد مديونياتهم على مليون ريال، لا شك أن فيه إدخال الأنس والبهجة في نفوس النزلاء، بالإضافة إلى جمع شمل أسر ذوي المعسرين بأقاربهم، فإن الدَّين هم بالليل وذل بالنهار ويبقى المسلم مهموما مكروبا، وفي الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام: «من سرهُ أن يُنجِيهُ اللهُ مِن كُربِ يومِ القِيامةِ فليُنفِس عن مُعسِرٍ أو يضع عنهُ» (أخرجه مسلم في صحيحه). عضو الإفتاء والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة الشرقية