حققت المرأة السعودية ومازالت تحقق في العهد الميمون الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- سلسلة من الإنجازات الباهرة في شتى المجالات التنموية والنهضوية، حيث يسابق هذا الوطن المعطاء الزمن للوصول الى أقصى ما يمكن الوصول إليه من أهداف وغايات الرؤية الطموح للمملكة 2030 وأمثلة تلك الإنجازات عديدة، ولا يمكن طرحها عبر هذه العجالة لكثرتها وأختار منها واحدة حيث تمكنت الطالبة عهد المطيري بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من كلية علوم الحاسب والمعلومات - تخصص نظم المعلومات - من الحصول على مستوى متقدم ورفيع في مجال تطبيقات الفضاء العالمية لوكالة ناسا. هذا الإنجاز الرائع يقوم على فكرة التحدي لتكوين فرق عالمية من مختلف التخصصات تشمل التقنيين والعلماء والمصممين والفنانين والمعلمين ورواد الأعمال والمطورين والطلاب، حيث يعملون كفريق متجانس واحد على تصميم حلول مبتكرة ومفتوحة المصدر للتحديات العالمية، وهذه خطوة واثبة وجريئة من أهدافها الرئيسية المنافسة العالمية والتعاون في مجال حل المشكلات التي تواجه العالم وإنتاج حلول مفتوحة المصدر لاستكشاف الفضاء. إضافة إلى هذه الخطوة المتقدمة فإن فكرة التحدي تقوم أيضا بمهمات تحسين الحياة على سطح الأرض، وهذا المشروع المبتكر الذي فازت به المطيري يهدف أيضا في صورته الإنسانية الرائعة إلى مساعدة اللاجئين والمشردين في أنحاء العالم أولئك الذين يقطنون في المخيمات المنظمة وغير المنظمة، وهو مشروع يقدم للإنسانية خدمة جليلة تضاف إلى كل المشروعات المماثلة ذات الخدمات الملحة والضرورية لفئات محتاجة لمثل هذا المشروع الحيوي. ويقوم هذا المشروع الإنساني على تحليل الظروف البيئية والجوية المحيطة بالمخيمات لتحديد احتياجات القاطنين فيها والمشاركة الفاعلة مع المتطوعين والمؤسسات الخيرية في تقديم الخدمات الضرورية للمخيمات، وهو مشروع يضمن سهولة الوصول إلى كافة المخيمات وتوفير احتياجاتها ومتطلباتها، ولا شك أن جهود المطيري بمشاركتها الفاعلة في تحدي تطبيقات الفضاء لوكالة ناسا تعد خطوة إيجابية في مجال إنجازات المرأة السعودية في هذا المضمار. والمشاركة في حد ذاتها تعد خطوة حيوية وضرورية لتبادل الخبرات والمعارف مع زملائها في المجالات التقنية المختلفة، وقد دعت المطيري إلى مشاركة المرأة السعودية ممن تتوافر فيهن الاهتمام بالتقنية إلى خوض مثل هذه التحديات والمسابقات التقنية لما لها من إيجابيات متعددة، أهمها الحصول على قدر كبير من المعرفة والمهارة والخبرة في مجال حيوي من المجالات التقنية التي يجب على المرأة السعودية أن تخوض في غمارها. هذا لون من ألوان توجه المرأة السعودية نحو التفوق في مجال التقنية يضاف إلى توجهات أخرى شاركت في مضاميرها الرجل فهي نصف المجتمع، وقد أثبتت أنها جديرة بالثقة وأن بإمكانها أن تشارك الرجل في عمليات التنمية والنهضة لتحقيق العديد من الإنجازات التي تخدم بها وطنها، وتحقق الكثير من طموحاتها التي يبدو أنها غير محدودة.