تعمل إيران منذ سنوات على تخريب العراق اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ومع ضغط العقوبات الأمريكية باتت تستخدم كل الطرق لمواجهة الجزاءات، ومن بينها طباعة الدينار المزور داخل طهران بكميات ضخمة ونقله إلى العراق واستبداله بالدولار الأمريكي. وأكدت مصادر أن مافيا أموال عراقية تأتمر بأوامر الحرس الثوري الإيراني، تقود أكبر عمليات غسيل للنقد في تاريخ البلاد، لتمويل ميليشياتها في العراق و«حزب الله» اللبنانية الذي تصله الأموال عبر مطار بيروت. » مافيا الميليشيات وقال المحلل السياسي العراقي رعد هاشم ل «اليوم»: إن ما يحدث الآن بالعراق هو حصيلة ما جرى في هذا البلد، منذ تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة، حيث أفسح المجال أمام إيران لتتغلغل في البلاد، وتشكل ميليشيات عسكرية موالية لها، فيما رجالاتها الذين أتى بهم يتبوّؤون مناصب كبيرة في الدولة، والمالكي أتى بعلي العلاق محافظا للمركزي، لأنه الأداة التي كان ولا يزال يمرر بها أجندته الإيرانية. وزاد: إن مبلغ 800 مليار دينار عراقي التي اختفت في عهد نوري المالكي جلها كانت تذهب لدعم إسناد خزينة إيران وتأسيس وتشكيل ميليشياتها المختلفة وتمويلها وتسليحها لكي تكون مخالب قط جاهزة للقتل والغدر في الدول التي انتشرت بها، وفي مقدمتها العراق ولبنان واليمن. رعد هاشم » رقابة دولية وقال هاشم: نستغرب من الجانب الأمريكي والأوروبي وصندوق النقد الدولي تغافلهم عن تلك الخروقات، ولا سيما أن العراق ما زال بأمواله تحت الوصاية الدولية. وشدد على ضرورة أن تضع واشنطن والمجتمع الدولي ميليشيات إيران ك«حزب الله» العراقي وعصائب الحق والنجباء على القائمة السوداء لقطع دابر الشر والعدوانية، فهذه الميليشيات تشكل جسر الإرهاب بين طهران وبغداد وبيروت، والمسألة ليست غسيل ونقل الأموال بل هذه المنظمات تعمل كجسر لتبادل الصفقات والأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، برعاية قاسم سليماني رجل إيران في العراق. » تستر روحاني ولفت المحلل السياسي العراقي إلى وجود عمليات لغسيل الأموال في إيران تتم بعلم رئيس نظام إيران حسن روحاني، للالتفاف على العقوبات الأمريكية، وقال: إن الملالي ألبسوا غسيل الأموال زيًّا شرعيا، فالقيادات العليا تعتبره نشاطا قانونيا في مواجهة أمريكا وعقوباتها، وهو أحد المصادر الأساسية للحصول على العملة الصعبة، فالأمر بات شبه مشروع طالما أنه يدر على نظام طهران ما يطيل عمره غير آبهين بالعراقيين وقبلهم الشعب الإيراني. وعن دور الحكومة العراقية مما يحدث، يرى هاشم أن نظام الدولة العميقة التي أسسها المالكي غيب دور المؤسسات والدولة، فأساس النظام في العراق يقام على المحاصصة والموالاة لإيران والولاء ليس للوطن ولا لمؤسساته، والآن يهيمن رجال طهران على مفاصل الدولة العراقية، وهمهم مساعدة وإنقاذ حلفائهم الملالي، لذلك لن تجد دورا أو أثرا للحكومة العراقية.