قبل عدة أيام استمعت إلى عدة لقاءات مع سمو قائد القوات الجوية الفريق الطيار الركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز، تحدث فيها عن أمرين مهمين فيما يخص قواتنا الجوية الملكية السعودية. كان هناك حديث عن عزم المملكة على إنشاء مركز حربي جوي مقره المنطقة الشرقية. والأمر الآخر هو تفقده وحديثه مع مجموعة القوات الجوية المشاركة في تمرين العلم الأحمر - 2019 في الولاياتالمتحدةالأمريكية. إن قواتنا الجوية الملكية السعودية ومنذ زمن طويل معروف امتلاكها إلى جانب أحدث الطائرات المقاتلة أحد أكبر مراكز الحرب والعمليات والاتصالات والترصد الراداري وأكثرها تطورا ودقة رغم حجم المملكة الجغرافي. وما الإعلان عن العزم على إنشاء مركز حرب وتدريب إلا استمرار في تطوير الجاهزية والتدريب المستمر للأطقم الجوية والتي معروف عنها بأنها الأكثر احترافية في المنطقة. وفي الوقت الحالي فالحديث عن المشاركة المستمرة في تدريبات العلم الأحمر هو انعكاس لما وصلت إليه قواتنا الجوية وطياروها وفنيوها من قدرات جعلتهم من الأفضل على مستوى العالم. فهذا التدريب يعتبر من الأصعب والأكثر جدية فيما يخص التكتيكات الجوية. والمملكة من أهم الدول المشاركة التي يشار لها بالبنان. فقد رأى العالم أجمع كيف أن طيارينا المقاتلين قطعوا رحلات امتدت لساعات طويلة تخللها تزود مستمر بالوقود وسط أجواء وظروف متغيرة. وهذا بحد ذاته ليس بالأمر السهل. ويعتبر من الناحية العسكرية تدريبات تلقائية للطيران المرتفع والتنسيق فيما يخص الاتصالات والملاحة أثناء رحلة العبور من أجواء المملكة إلى الولاياتالمتحدة. وفي الوقت الحالي يتحدث ويشيد الكثير من خبراء الطيران حول العالم بقواتنا الجوية كونها من القوات الجوية القليلة في العالم التي تتمتع بتكامل تجهيزاتها. فهناك الطائرات المقاتلة والاعتراضية وطائرات القيادة والسيطرة والاتصالات المعروفة باسم «أواكس» إضافة إلى طائرات الشحن والتزود بالوقود وطائرات البحث والإنقاذ وغير ذلك من العتاد والأسلحة المتطورة، وسط تنسيق مستمر مع جميع أفرع القوات العسكرية البرية والبحرية والدفاع الجوي والحرس الوطني ووزارة الداخلية لحماية تراب هذا الوطن، وسط متابعة وتوجيهات من قيادة هذه البلاد تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.