من الممكن أن يكون كل طيار حربي في أي بلد في العالم قد مر بتجربة اختراق حاجز الصوت بطائرته الحربية، ولكن ليس كل طيار حربي استطاع كسر حاجز الصوت وهو يطير فوق أراض معادية ويقوم بالتفكير والتركيز على القيام بمهام الطيران والملاحة والاتصال بمراكز القيادة وتحديد الهدف وتجنب نيران العدو، ومن ثم إصابة الهدف بدقة متناهية... وكل ذلك في أقل من عدة ثوان. ولعلم القارئ فإن قواتنا الجوية الملكية السعودية هي واحدة من أربع قوات جوية في العالم استطاع طياروها الاشتباك مع طائرات معادية بأسلوب الرصد الراداري والإقلاع الفوري ومتابعة الهدف وإسقاطه دون أن تعرف طائرات العدو أن طيارينا البواسل قادمون. فقد حدث هذا في العام 1984م عندما تم إسقاط طائرات من نوع (إف-4 فانتوم) إيرانية أثناء محاولتها الاقتراب من شواطئنا في الخليج العربي والمرة الأخرى أثناء حرب الخليج عندما قام طيار سعودي بإسقاط طائرتين عراقيتين في أقل من 30 ثانية أثناء حرب تحرير الكويت في العام 1991م. وقد يقول البعض إن الكثير من القوات الجوية في العالم اشتركت في معارك جوية. وهذا صحيح ولكن نحن لا نتحدث عن معارك جوية عرضية تلاقى فيها طياران من جبهتين مختلفتين (دوغ فايت) وبعدها يحصل الاشتباك، بل نحن نتحدث عن معارك جوية منسقة ومتكاملة تشترك فيها طائرات إنذار مبكر (اواكس)، ويتم من خلالها توجيه الطائرات نحو الهدف وبعدها تقوم الطائرة بالترصد ومن ثم الإسقاط دون أن تراها طائرة الجانب الآخر. فقواتنا الجوية تعتبر من اكثر القوات الجوية في العالم تكاملا من ناحية التكوين، سواء أكان ذلك بتواجد طائرات مقاتلة وطائرات اعتراضية وطائرات تزود بالوقود وطائرات إنذار مبكر وطائرات نقل وطائرات هليوكبتر متعددة المهام، والأهم من ذلك يوجد لدى قواتنا الجوية أفضل مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات وأكثرها تعقيدا. في البداية الكل يعلم أن الطائرة الحربية النفاثة عندما تطير على علو منخفض وبسرعة تفوق سرعة الصوت ومحملة بأطنان من الذخيرة، فالطائرة لا تعرف من يقودها؟ وقد رأى الجميع ذلك عندما قام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالكتابة بيده الكريمة على طائرة من نوع إف-15 كلمة (الله يحفظك)، وقبلها رأى الجميع الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز كيف قام بأحد أصعب المناورات الجوية بواسطة الطيران المنخفض مخترقا سرعة الصوت ومن ثم الإقلاع العمودي وألسنة اللهب تخرج من محركات الطائرة. وفي الايام القليلة الماضية رأى العالم بأسره صورة جمعت بعضا من طيارينا الذين دكوا حصون (داعش) ليلاحظ الكل أن من بين الطيارين اثنين من أفضل المقاتلين من الطيارين الشباب وهما الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز (ابن ولي العهد وحفيد المؤسس)، والأمير طلال بن عبدالعزيز (حفيد بندر بن عبدالعزيز..الأمير العابد الزاهد)، لتعكس هذه الصورة الفوتوغرافية أن كل فرد من افراد هذا المجتمع لديه مسؤولية الدفاع عن تراب هذا الوطن، سواء أكان أميرا أو ابن أسرة تربى ونما على تراب هذا الوطن الطاهر، وهذا ليس بغريب على أفراد الأسرة المالكة فقبلهم كان ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أحد صقورنا البواسل في قواتنا الجوية الملكية السعودية ومثله الأمير بندر بن سلطان والأمير مشعل بن سعود والأمير تركي بن ناصر والأمير منصور بن بندر والأمير تركي بن بندر والأمير نهار بن سعود والأمير عبدالله بن خالد والأمير تركي بن خالد والأمير محمد بن فيصل وغيرهم العشرات من أصحاب السمو الأمراء الذين كسروا حاجز الصوت لينطلقوا بطائراتهم دفاعا عن سماء وأرض هذا الوطن. فبأمثال هؤلاء الأبطال... نحن ننام في أمان والعدو خائف.