منذ أيام احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة بتاريخ 8 مارس من كل عام، وكما يقال النساء شقائق الرجال، الله أحكم الحاكمين ورب العالمين ما خلق الرجال والنساء عبثا إنما لحكمة وعدل والعبث دائما من فعل الإنسان. عندما خلق الله الكون جعل المرأة شريكة الرجل في الحياة ومكملة له في كل شيء، وجعل مكانتها عظيمة في المجتمع، قال الله تعالى «يا أيُها الناسُ إِنا خلقناكُم مِن ذكرٍ وأنثى وجعلناكُم شُعُوبا وقبائِل لِتعارفُوا إِن أكرمكُم عِند اللهِ أتقاكُم»، وعندما نتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة نعطي الحقوق كاملة بالنسبة إلى العيش الكريم والحرية في أداء الأدوار كاملة بالمجتمع، وإذا أردنا أن نتحدث عن المساواة المادية بين الرجل والمرأة لكائنين خلقهما الله مختلفين في البنية الجسدية وأن يؤدي كل طرف نفس الدور في الحياة وأن يتعادلا في المساحة المتهيئة لكل طرف ففي هذا الجانب وهو الجانب الجسدي قدرة الرجل لا تعادل قدرة المرأة وهذا هو التفضيل للرجل عن المرأة جسديا، لأن بنية الرجل الجسدية أقوى من البنية الجسدية للمرأة، وهذا التفضيل يعطي للرجل قدرة على مهام ومسؤوليات في الحياة تختلف عن المرأة وفقا لمعيار البنية الجسدية، وفضل الله الرجال عن النساء فجعل منهم الأنبياء والخلفاء والحكام وجعل الطلاق بأيدي الرجال، والتفضيل هنا لا يلزم أن يكون كل رجل أفضل من كل امرأة، التفضيل فقط كما قيل في الجملة وليس التفصيل. كذلك فضل الله المرأة على الرجل في قدرات ومسؤوليات ومهام في الحياة لا يستطيع الرجل القيام بها خلقها الله تعالى بجسمها الناعم ونفسيتها ومشاعرها وعاطفتها لهذه المهام، والمسؤوليات للقيام بها مثل القدرة على التحمل والصبر يوجد لدى المرأة هرمونات تعطيها قدرة على الصبر وتتحمل الآلام ومصاعب الحمل والولادة وتربية الأبناء ورعايتهم. لذا فإن المساواة بين الرجل والمرأة مساواة أخلاقية وإنسانية تحفظ لكل طرف أدواره في الحياة، وهذا ما توضحه الآية الكريمة (الرِجالُ قوامُون على النِساءِ بِما فضل اللهُ بعضهُم علىٰ بعضٍ وبِما أنفقُوا مِن أموالِهِم). الإسلام رفع من شأن المرأة وقدرها، والله سبحانه وتعالى ساوى بين الرجل والمرأة في التكاليف والواجبات، وهذا دليل على مساواة أهليتها وعقليتها بأهلية وعقلية الرجل. الإسلام كرم المرأة وضمن لها حريتها الكاملة ولكن ضمن حدود الدين والقيم والمبادئ والأخلاق وأعطى الله تعالى للمرأة أعظم مهمة على وجه الأرض وهي تربية النشء وصناعة الأجيال. يا أيها الرجل احترم المرأة لأنها تخوض الموت لتأتي بك وتحمل بك تسعة أشهر وتعاني آلام الولادة وتسهر الليالي في تربيتك، أيها الرجل اليد اليمنى لا تستغني عن اليد اليسرى.