أرى بأن المساواة بالمعنى الحرفي بين الرجل والمرأة ظالمة ، فالله خلق المرأة والرجل بتكوين جسدي مختلف ، وبتكوين نفسي وعقلي فيه بعض الاختلافات الطفيفة ليعمل كل منهما بوظائفهما المختلفة، فأعطاهما قوى ولكن بشكل ولوظيفة مختلفة ، فالرجل القوة الجسدية التي تتحمل مشقة جمع القوت لأسرته ، والمرأة القوة الجسدية التي تتحمل مشقة الإنجاب . إن حدث تميز أو اختلاف عن ما هو معروف فهو شيء عادي وما علينا إلا القبول فلكل قاعدة شواذ ،فالاختلاف في سير الطبيعة لا يحدث في الانسان فقط بل في الحيوانات والنباتات وهي التي تفتقد الميزة التي لدى الإنسان في الاختيار ! لذلك أرى بأن المساواة بين الرجل والمرأة في الإنسانية فقط؛ فكلاهما لهما الحق في أن يمارس إنسانيته لتحقيق غرض خلقه في الحياة ،والحرية في الانسانية ليس لها ضوابط معينة لأنه من المعروف صعوبة ضبط السلوكيات الانسانية بشكل مثالي ،بالتالي المساواة هي عبارة عن المساواة في التعبير عن الذات وتحقيقها كل بطريقته الخاصة ، فالله لم يخلق الناس عبثاً بل كل لديه رسالة يؤديها بطريقته الخاصة ، إذاً القمع ممنوع طالما هو لا يسبب أذى للطرف الآخر أو لأي شيء يعيق عمارة الأرض . فللمرأة الحق في التعبير عن نفسها بالطريقة التي تريدها ، تريد أن تصبح ربة منزل ، تريد الحصول على مركز قيادي هي حرة فيما تختار ولا يحق لأحد الاعتراض ، والتاريخ في صدر الاسلام يشهد بذلك ،فالمرأة لم تحرم حق ممارسة حياتها والتميز بالطريقة التي تناسبها ، ففيهن المجاهدة وفيهن الممرضة ، والتاجرة ،والفقيهة ، وفيهن العادية . فالله ساوى في العقوبة والثواب بين المرأة والرجل ولم يفرق بينهما فيها وهذا دليل على المساواة في حرية الاختيار ، ولم يجعل ولي أمرها يتلقى العقوبة نيابة عنها . إذاً المفهوم الحقيقي للمساواة هي في حق التساوي في الاختيار والقرار؛ وليس بفرض نمط معين للحياة أيا كان .