كان ذوو الطفلة زهور الفقيه يترقبون انتهاء المرحلة الدراسية للعام الحالي، فهي على وشك تخرج من آخر مراحل الروضة، وستنتقل مع مثيلاتها في السن إلى أولى مراحل المدارس الابتدائية، إلا أن القدر كان أسرع، فقد انقطع عنها الأوكسجين، أول أمس بعد أن تم نسيانها في حافلة مدرسية ببلدة القنفذة، لتسجل اسمها في قائمة الموتى بسبب حوادث إهمال الحافلات المدرسية المتكررة. وأوضح عمها علي الفقيه ل«اليوم» أن ابنة أخيه زهور بدأت يومها بشكلٍ طبيعي، حيث استعدت للانتقال عبر الحافلة إلى روضتها، والتي يبدأ الدوام فيها نحو الساعة ال7 صباحا، فيما فوجئوا بورود اتصال يبلغهم بالعثور على طفلتهم مغشيا عليها في الحافلة، ويجري نقلها إلى المستشفى، إلا أنها وصلت متوفاة «اختناقا». وذكر أن إدارة المدرسة اكتشفت عدم دخولها إلى المدرسة، لكن المسألة فيها استهتار بالأرواح، إذ يجب التأكد من وجودها في الحافلة من عدمه. وأضاف: لا تزال التحقيقات جارية، والقضية لدى الأجهزة الأمنية، حيث تم استدعاء والدها لأخذ أقواله، لفتح ملف من أجل معرفة المتسبب في هذه الحادثة. وقال: «تم إبلاغنا بالعثور عليها في الحافلة في الساعة ال11 صباحا»، ولا نعلم ماذا جرى قبلها. وأكد أن «زهور» هي الابنة الكبرى لأخيه، ولديها أخت أخرى تصغرها سنا. وأضاف: نحن بانتظار الانتهاء من التحقيقات ثم صدور الأوراق من أجل الصلاة عليها وتشييع جثمانها، وذلك سيتحدد موعده لاحقا. وأضاف: لا بد من معرفة المتسبب؛ لمنع وقوع هذه الحوادث. يذكر أن إدارة التعليم بالقنفذة أعلنت أول من أمس وفاة طفلة اختناقا في إحدى المدارس الأهلية بقسم رياض الأطفال داخل حافلة، وتم نقلها على الفور للمستشفى العام، إذ اتضح وفاتها. فيما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في القضية لكشف ملابسات وفاة الطفلة. وكشفت مصادر خاصة ل«اليوم» عن حادثة وفاة الطفلة «زهور» -رحمها الله- أن الحافلة التي كانت تنقلهم من المنزل إلى مدرسة رياض الأطفال، بمحافظة القنفذة التابعة لمنطقة مكةالمكرمة كان يقودها وافد يرافقه يوميا شقيقته المرافقة للأطفال والمسؤولة عن استلامهم وتسليمهم وعددهم 8 أطفال، وقبل الحادثة بيوم تقريبا توفي والدها، ولم يرافقها شقيقها الذي يقود الحافلة يوميا لانشغاله بحالة وفاة والده ليحل مكانه زوجها، حيث تم استلام الأطفال من منازلهم وإيصالهم للمدرسة والتأكد من وجودهم في فصولهم وإبلاغ الإدارة عن المتغيبين، ولم يتم التأكد من خلو الحافلة من الأطفال كالمعتاد يوميا ووجودهم في فصولهم، في حين استأذنت المرافقة من مديرة رياض الأطفال لتكون مع أسرتها بعد وفاة والدها، وغادرت برفقه زوجها في سيارة خاصة، فيما بقيت الطفلة في الحافلة بعد إغلاقها بإحكام، وبعد بداية اليوم الدراسي تبين عدم وجودها وتوقع الجميع غيابها إلا انهم تفاجأوا بوجودها في الحافلة بعد نهاية الدوام في حالة فقدان للوعي ليتضح فيما بعد وفاتها.