«عشت حياتي ولم أتخيل يوما ما أن أصبح امرأة مطلقة، وها أنا اليوم أعيش ما خشيت منه طيلة حياتي بعد زواج لم يمض عليه سنة ونصف السنة، أشعر بتأنيب الضمير فلعلي كنت أنا المذنبة، ولكن الآن أصبحت عنصرا ثقيلا على أهلي، ونظرات الناس تقتلني.. ما مصيري، فهل بهذا الطلاق انتهت حياتي، وكيف أتعايش مع هذه المرحلة المؤلمة؟». » الصبر والرضا - الطلاق أمر غير محمود في أكثر أحواله، لكنّ هناك أحوالا كان الطلاق فيها حلا وفرجا كبيرا،على مستوى الأسرة أو الفرد، فلا نسعى للحصول عليه بل نتجنبه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، فإذا قررنا أنه الحل الأفضل كان طلاقا ناجحا وسراحا جميلا، فإذا وقع وانتهى فهو قدر من أقدار الله نتعامل معه كما نتعامل مع أي قدر مؤلم لنا بالصبر والرضا واحتساب الأجر وحسن الظن بالله، وندعو (اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها)، وتهويلك للموضوع وجلدك لذاتك والانعزال عن الناس والشعور بنبذ الآخرين لك جعلك تعيشين هذا الهم الكبير. » الصدقة والإرادة وتأملي من هو خير منك رقية وأم كلثوم وهما ابنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينقص الطلاق من قدرهما شيئا، لست المطلقة الوحيدة في هذه الدنيا بل ممن حولك من المطلقات من هي أشد حالا منك وتعيش حياة سعيدة مستقرة، فقدت الزوج لكن لم تفقدي إيمانك وصحتك ووالديك وإخوانك وصديقاتك، فلا تركزي على المفقود وركزي على الموجود، حاربي الشعور بالذنب بالاستغفار والصدقة والإرادة بعدم الاسترسال في التفكير فيه، بل اقطعي حباله كلما ورد إلى ذهنك، نعم ستكونين ثقيلة على أهلك بحزنك وبكائك وانعزالك لكن قومي واعملي وشاركي واصنعي الفرح والسرور في الأسرة، وأبشرك بأن نظرات الناس للمطلقة تغيرت للأفضل، فلطالما سمعت عبارة الحياد حين يسأل أحدهم عن سبب الطلاق: (لم يكن بينهما توافق)، ومهما يكن فأنت المسؤولة عن تأكيد ذاتك، قولي لكل من يسألك بكل وضوح: نعم انفصلت عن زوجي بسبب عدم التوافق بيننا، ارتدِي أفضل الملابس واحضري المناسبات وشاركي في أعمال البر واللجان الخيرية، أشغلي نفسك بهدف سام كدراسة أو تجارة مع بذل السبب للرجوع للزوج إذا رأيت ذلك مناسبا مع عدم التعلق به، وافتحي مجالا في ذهنك لو تقدم لك زوج مناسب اقبلي به فلا تدري لعل الله يعوضك خيرا فالحياة لا تتوقف على أحد ما دام الله معنا. - المستشار الأسري بندر الراجح - جمعية التنمية الأسرية (وئام)