من أحب الوطن واستشعر مكتسباته عرف فضل رجال أمننا الذي يذودون عن هذه المكتسبات بالروح، وأي شيء أغلى وأكثر صدقا من الجود بالنفس الذي هو أقصى غاية الجود؟! ومن معرفة فضلهم، والقيام بحقهم أن نبادل الفضل بالشكر، والكرم بالتكريم، والجهد الذي يُبذل من أجلنا وأجل أبنائنا بالتعاون والتقدير والدعاء، وأيضا الحرص على أن تكون صورتهم نقية كما هم، بالحذر من التساهل في نشر كل ما يخل بهذه الصورة، خصوصا أمام الأجيال الجديدة التي لم تدرك ما كان الوطن عليه سابقا، كما أدرك آباؤهم ذلك، فحفظوا للقيادة ورجال الوطن وعلى رأسهم رجال الأمن مكانتهم وتقديرهم. وقد قالها الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- «إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية». مقطع فيديو ينقل صورة رجل أمن في موقف خطأ، ومن هو البشر الذي لا يخطئ؟!، مما يخل بصورة رجل الأمن، ولذلك يجب ألا نكون عونا في التصوير أو النشر أو التمرير أو التحليل والمناقشة! ومثل مقطع الفيديو الكلام والكتابة عن سلبيات وفق رؤيتنا الشخصية، فنتساهل في الحديث أمام الأبناء وفي المجالس ومن خلال مواقع التواصل عن قصص اتضح منها جانب وغابت جوانب! كل ما يُخل بصورة رجل الأمن، يجب أن نتوقف عنه، وأن نوقف من يتساهل فيه، فالضرر ليس على رجل الأمن فقط (وهو لا يستحق!)، بل على المجتمع هو ضرر متعدٍ للمجتمع بأكمله! ومع كل ذلك فيجب التأكيد على أن من عرف رجال أمننا عن قرب، وجد -ولله الحمد- صورة نقية من مجتمع يفخر ويفاخر بعقيدته السمحة وقيمه العربية الأصيلة، فهم أبناء هذا المجتمع يفخر بهم ويفخرون به! ولذلك لا بد -في خضم هذا الاستهداف المتعدد لوطننا- من التعامل بحكمة ووعي مع كل ما يتوارد على عقولنا وأجهزتنا، بتقييمه من ناحية صدقه وموضوعيته ومناسبة نشره، فليس كل ما كان صدقا يستحق النشر أو يناسب النشر، وقد قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تُذكر عيوبهم.