عاش المواطن حسن البشيري 3 أيام عصيبة لم يتذوق خلالها طعم النوم، إثر اختفاء ابنه «أحمد» ذي ال14 عاما.. وتعود التفاصيل لتغيب الابن عن المنزل، منذ يوم الأربعاء الماضي، دون إخطار ذويه عن وجهته والأسباب التي دفعته لذلك، قبل أن يظهر مجددا عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر» لإعلان وصوله إلى إحدى دول شرق آسيا «تايلاند»، في ظل الغموض الذي يحيط بطريقة تنقله، أو الأسباب التي دفعته إلى ذلك دون إبلاغ أهله وذويه، إلا أنه سرعان ما عاد، وأغلق خلفه باب التساؤلات المُبهمة. » شهادة بحسن الخلق أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان، حوادث سابقة لهروب أبناء من ذويهم، بعد تعرضهم للتعنيف الأسري، غير أن أحد المعلمين الذين أشرفوا على تدريس الطالب أحمد في المرحلة المتوسطة، قال ل«اليوم»: لم ألاحظ على الطالب أحمد سلوكا غريبا، بل كان يتصف بالهدوء والاجتهاد في دراسته، وأنه لم يشعر بأي ملاحظات أو تصرفات غريبة عليه، بل كان مواظبا في دراسته، مجتهدا في دروسه، مختلطا بزملائه الطلاب في الفصل والمدرسة، مؤكدا أنه لم يشتك يوما أو يتضح على تصرفاته أي مشاكل أسرية أو اجتماعية يتعرض لها في حياته. » تهديد وتحايل حاولت «اليوم» فك رموز ولغز الحادثة، بالتواصل مع مصدر مقرب لأسرة أحمد البشيري، الذي أكد وجود مجموعة قامت عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالتواصل مع أحمد، وتهديده. وأضاف المصدر إنه قام بالتحايل على ذويه باستخدام الهاتف المتنقل (الجوال) الخاص بوالده والدخول إلى النظام من أجل استخراج تصريح له بالسفر. » تحرك السفارة وذكر المصدر، أن تحرك والده في الوقت المناسب، قطع حبال المؤامرة التي كانت تحاك للابن أحمد، كذلك تدخل السفارة السعودية في الكويت كان له الأثر في وصول الابن أحمد واستلامه من قبل والده، وهو بصحة جيدة ولم يتعرض إلى أي أذى. » انفتاح فضائي وحول الأسباب النفسية التي تؤدي إلى حصول مثل هذه الحوادث، أوضح أستاذ الطب النفسي المشارك بجامعة جازان، والمشرف العام على المركز التخصصي النفسي بجازان د. رشاد السنوسي، إنه من الملاحظ أن مثل هذه الحوادث تحصل لفئة المراهقين، ويعود ذلك لعدة أسباب، أحدها الانفتاح الفضائي الهائل الذي اطلع به الشباب والشابات على نماذج حياتية أسرية أخرى، فيها قدر أعلى من الحرية الشخصية، والسبب الآخر قد يعود إلى تفكك الأسرة الواحدة إما لأسباب الطلاق، أو بسبب انشغال كل من الوالدين عن أبنائهما وإعطائهما ثقة مطلقة بدون وجود رقابة تربوية وأسرية وشعور بعض الآباء والأمهات بالعجز أمام تصرفات أبنائهم. » خطورة الكبت وأشار إلى عدم نكران وجود الكبت الذي تعاني منه بعض الفتيات في أسرهن حيث يمنعن من حق استشارة الأطباء أحيانا في أمورهن النفسية والاجتماعية، وهذا بالنسبة له مشاهد بشكل يومي ومعروف، مشيرا إلى أن من الحلول المهمة إشباع الفراغ العاطفي لدى هؤلاء الأبناء واحتواءهم وعلاج من يكون بحاجة منهم إلى علاج نفسي متخصص مع ضبط أسري بذكاء وحكمة. » استقرار أسري إلى ذلك قال المستشار الأسري إبراهيم مديش طوهري: لا شك أن الاستقرار الأسري للزوجين يحقق تنشئة اجتماعية إيجابية للأبناء يسودها الحب والوئام وتلبي كافة احتياجاتهم ومنها النفسية والعاطفية التي تضمن لهم حياة مستقرة تقوم على الحوار، والمشاركة في تفاصيل ممارساتهم اليومية يشعر من خلالها الأبناء بالثقة.