أثنى موقع «سكرول» الهندي على رئيس وزراء البلاد نارندرا مودي لحرصه على ترقية الصداقة «الهندية - السعودية» إلى مستوى «شراكة إستراتيجية» مهمة جدا في القرن الحادي والعشرين. وقال سودهيندرا كولكارني، الذي شغل منصب مساعد رئيس الوزراء الهندي السابق اتال بيهاري فاجبايي، في مقال منشور بالموقع السبت الماضي: بالنسبة لي، أهم بكثير من حجم التعاون الاقتصادي والطاقة بين بلدينا هو حقيقة أن السعودية، كصديق لكل من الهندوباكستان، يمكن أن تلعب دورا مهما للغاية في تشجيع الحوار الداعم للسلام بين نيودلهي وإسلام آباد، وبحكم مكانتها الإسلامية والعالمية يمكنها المساهمة بشكل واسع في القضاء على آفة التطرف والإرهاب في منطقة جنوب آسيا. وأشار الكاتب إلى وجود 5 أبعاد لا تتلاقى فيها المصالح الهندية - السعودية فحسب، بل أيضا، يمكن أن تتلاقى فيها المصالح الهندية - الباكستانية - السعودية في المستقبل. » رد ناضج ولفت إلى أن أول هذه الأبعاد هو الرد السعودي الناضج والبناء على حادثة «بولواما»، وقال: على الرغم من أن البيان المشترك بين الهند والسعودية لم يشر إلى المنظمة المنفذة أو باكستان، وأضاف: دعا الطرفان جميع الدول إلى رفض استخدام الإرهاب ضد الدول الأخرى، وتفكيك البنى التحتية له أينما وجدت، ووقف أي نوع من الدعم والتمويل لجماعاته الذين يمارسون الإرهاب من جميع الأراضي ضد الدول الأخرى، وتقديم مرتكبيه إلى العدالة. ومضى الكاتب يقول: البعد الثاني هو أن السعودية اتخذت هذا الموقف الإيجابي دون أن تنفر باكستان وصديقتها التقليدية وحليفتها في العالم الإسلامي، لقد استخدمت، بالطبع، العلاقات المتينة التي تربطها مع باكستان. وتابع: ونصحت المملكة القادة العسكريين والمدنيين في إسلام آباد بأن السلام مع الهند والاستقرار في المنطقة هما في مصلحة باكستان، وأضاف: الجدير بالذكر أن البيان السعودي - الباكستاني المشترك تضمن تأكيدا رئيسيا طالما أعلنه خان، وبالتحديد أنه يجب حل جميع القضايا بين الهندوباكستان من خلال الحوار. » مكافحة التطرف وأردف يقول: أما الثالث، فهو أن السعودية في ظل وجود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أعلنت حربا واسعة على التطرف، مشيرا إلى أن الأمير محمد بن سلمان يرى أن تنظيمي القاعدة وداعش وجماعة الإخوان المسلمين يشكلون تهديدا للعالم بأسره، وتابع: ما قاله الأمير محمد بن سلمان في مقابلته الطويلة لمجلة التايم في أبريل 2018 يستحق الاهتمام الدقيق. ونقل عنه في مقابلته قوله «كل تلك الجماعات المتطرفة والإرهابيين الذين يستهدفون أراضينا لتجنيد المزيد من أبنائنا، وينشرون أيديولوجيتهم في بلادنا، نحن على الخط الأمامي للمواجهة، لأنهم لا يستطيعون الاستمرار في تجنيد الناس ونشر الأيديولوجيا إذا لم يستطيعوا القيام بذلك في المملكة، وإذا كنا نقف ونخوض الحرب.. ونحن نفعل ذلك اليوم في السعودية». وأضاف الكاتب: حتى الآن، أدرك جميع الأشخاص العاقلين في العالم أن مجرد قتل المتطرفين لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة من صد الإرهاب، ولتحقيق هذه الغاية، فإن ما هو ضروري أيضا هو الكفاح الحازم ضد التفسير المشوه للإسلام الذي يؤجج الإرهاب. وأردف: يشرح الأمير محمد بن سلمان ذلك في مقابلته بالإشارة إلى أن محاربة التطرف ليست فقط بالمضي ضدهم، ولكن نشر الاعتدال جزء من ذلك، وقطع كولكارني، بأن إستراتيجية ولي العهد متعددة الأوجه تشمل مرتكزات إعلامية وإصلاحات التعليم والقوانين الصارمة. وأضاف: إذا كان هذا هو ما يعتقده الأمير محمد بن سلمان، فهل هناك أي شك في أنه لن يحث باكستان على اعتبار الجماعة التي يقودها مسعود أظهر، مجرمين واتخاذ إجراءات ضدهم؟. » مبادرات المملكة وتابع الكاتب: البعد الرابع هو الأثر المحتمل على المدى الطويل للحملة التي تقودها السعودية لمحاربة التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن مبادراتها تشجع التسامح الديني في جميع أنحاء العالم، وتزيل التشدد بين الشباب المتأثرين بالأيديولوجيات المتطرفة. وأردف الكاتب يقول: أما الخامس، فسيكون لصداقة السعودية بكل من الهندوباكستان تأثيرها الإيجابي على الوئام المجتمعي في البلدين. ومضى يقول: عندما يلتقي رئيس الوزراء مع الأمير محمد بن سلمان 3 مرات في غضون أقل من 3 سنوات - أولا في الرياض في 2016، ثم في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين العام الماضي، والآن بترحيب حار في نيودلهي - فهذا يؤكد أنه حتى حكومة حزب بهاراتيا جاناتا بدأت تنظر إلى السعودية على أنها الشريك الأكبر. وأضاف: بالمثل، عندما يسمي الأمير محمد بن سلمان، مودي «أخاه الأكبر»، فإن الشرف لا يتعلق بشخص معين بقدر ما يتعلق بالأمة الهندية ككل، وبالنظر إلى المكانة الفريدة التي تحتلها السعودية في الأمة الإسلامية، فلا شك أن العديد من الأتباع الهندوس لمودي - ناهيك عن المسلمين في الهند - سوف ينظرون إلى الإصلاحات في السعودية بشكل إيجابي. واختتم بقوله: بمرور الوقت، من المؤكد أن يكون لهذا تأثير إيجابي على الحوار بين الهندوس والمسلمين داخل الهند، بمجرد اختفاء جو الانتخابات الخلافية، كما سيكون له تأثير مفيد على العلاقات الهندية - الباكستانية في المستقبل. إستراتيجية المملكة نشر الاعتدال لمحاربة التطرف والإرهاب