يعد برنامج «الرعاية اللاحقة ومنزل منتصف الطريق» عاملا مهما لتوفير بيئة آمنة وصديقة للمتعافي من الإدمان، بحيث تكون صمام أمان تمنع انتكاسة المدمن، حيث يعد الإدمان مرضا متشعبا يؤثر سلبا على نواحي حياة المتعافي، وبناء على ذلك بدأت فكرة البرنامج الذي يعد امتدادا للبرامج العلاجية في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض. وقال مدير الرعاية اللاحقة ومنزل منتصف الطريق فهد العتيبي: «المريض يتلقى العلاج الأولي خلال فترة التنويم، ويصبح بحاجة للاستمرار بمتابعة الفريق المعالج الذي يجهز خطة علاجية لمدة عام تقريبا، وكان البرنامج في بدايته مكونا من وحدة صغيرة داخل المجمع، يحضر لها المراجع في الفترة الصباحية، ويستمع إلى المحاضرات، ويلتقي بالفرق العلاجية، ويتلقى العديد من الخدمات العلاجية والتأهيلية، والمتابعة، بعد ذلك تطورت مراحل الرعاية اللاحقة لتشمل منزلا مستقلا يحتوي الأشخاص الذين تكون لديهم رغبة حقيقية وجدية في التعافي من الإدمان، ويخشون من الانتكاسة بعد الخروج». وأضاف: «من هذا المنطلق بدأ المشروع بطريقة مبسطة يستوعب خلالها 20 نزيلا في بداياته، إلى أن وصلت طاقته الاستعابية 90 نزيلا، يضم بين جنباته 29 غرفة، كل غرفة يقطن فيها 3 أشخاص، وتقدم لهم الخدمات الطبية كاملة، إضافة إلى المعيشة اللازمة لكل شخص». وتتبنى شركة سابك إنشاء مقر جديد للرعاية اللاحقة ومنزل منتصف الطريق، إذ أنجز منه حتى الآن حوالي 60%، وهو مبني على أحدث المواصفات، وصمم حسب البرامج العلاجية المقدمة في أقسام التأهيل، وسيكون نقلة نوعية في تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية وينطلق بأهداف ورؤى جديدة، وسترتفع طاقته السريرية إلى 120 سريرا، يتضمن مركزا للأبحاث على مستوى دولي، وقاعات مخصصة للمؤتمرات والبحوث، للارتباط بجهات علاجية متطورة ومتخصصة بهذا المجال لتبادل الخبرات والأبحاث. وللالتحاق بهذا البرنامج يجب أن يكون للمريض ملف في مجمع الأمل، حيث يتم التحويل إلكترونيا إلى مقر منزل منتصف الطريق، ويتم فورا استقبال الحالة، ويشترط لاستقبالها ألا يقل عمر المتعافي عن 18 سنة، وأن يكون تشخيصه الأولي تعاطي المخدرات، وأن يأتي برغبته الشخصية، وألا يكون مطلوبا لجهة أمنية.