تحول الأمن في وطننا المعطاء منذ تأسيسه على يد -المغفور له باذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وحتى العهد الحاضر الميمون تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- إلى علامة فارقة عرفت المملكة بها بين أمم الأرض وشعوبها، ولا يهنأ للحاقدين والمغرضين ومن في قلوبهم مرض إلا محاولة العبث بأمن هذه البلاد المقدسة ومحاولة خدش استقرارها والتلاعب برخاء ورفاهية أبنائها من خلال تهريب آفة المخدرات إلى ربوعها، وهي آفة تحاربها سائر المجتمعات البشرية دون استثناء، لما لها من آثار وخيمة على عقول وأبدان ونفوس أبناء تلك المجتمعات، لاسيما شريحة الشباب منهم، وهم عدة المستقبل وأمل الشعوب الواعد في قيام عوامل التنمية والنهضة والازدهار بسواعد تلك الطاقات. والصور التي يحاول فيها أولئك المجرمون المهربون لتلك الآفة إلى بلادنا عديدة للنيل من أمنها واستقرارها، أذكر منها صورا ثلاثا: الأولى تم من خلالها القبض على 35 شخصا لتورطهم في تهريب مواد مخدرة مجموعها 518 كيلو جراما من مادة الحشيش المخدر. والصورة الثانية لمهرب هيروين من جنسية باكستانية قام بتهريب كمية كبيرة من هذه المادة المخدرة القاتلة، حيث أصدرت وزارة الداخلية بيانا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرا في المهرب، بعد أن أسفر التحقيق معه عن اعترافه بالتهمة الموجهة إليه وبإحالته إلى المحكمة صدر بحقه صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليه شرعا، وأيد الحكم من محكمة الاستئاف ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعا، وقد نفذ الحكم في هذا المجرم بالمنطقة الشرقية لقاء ما اقترفه من جريمة نكراء يراد منها كغيرها من الجرائم المماثلة إصابة أمن هذه البلاد واستقرارها في مقتل، غير أن تلك المحاولات الفاشلة لا يكتب لها النجاح بفضل عناية رب العزة والجلال وبفضل استمرارية القيادة الرشيدة بالضرب بيد من حديد على أولئك المارقين المفسدين في الأرض. والصورة الثالثة لمهربين اثنين قبض عليهما في جدة، الأول لمهرب باكستاني حاول تهريب كمية من الهيروين المخدر إلى محافظة جدة، والآخر مهرب من تشاد حاول تهريب كمية كبيرة من الكوكايين إلى نفس المحافظة، وقد صدر بشأنهما بيانان من وزارة الداخلية يقضيان بتنفيذ حكم القتل فيهما تعزيرا لقاء جريمتيهما، حيث ثبت بعد التحقيق معهما الاعتراف بالتهمة الموجهة لهما، وبإحالتهما إلى المحكمة صدر بحقهما صكان شرعيان يقضيان بثبوت ما نسب إليهما شرعا، وأيد الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العليا، وصدر أمران ملكيان يقضيان بإنفاذ ما تقرر شرعا بحقهما. هذه صور ثلاث من عدة صور متشابهة تؤكد من جديد أن القيادة الرشيدة ماضية في استئصال هذه الجرائم باستخدام قبضتها الحديدية للحفاظ على البلاد والعباد من شرور أولئك المحاولين العبث بأمن هذا الوطن الآمن والمستقر، كما أن القبض على أولئك الجناة يؤكد باستمرار على جاهزية رجال الأمن الأشاوس وقدراتهم الفائقة في متابعة تحركات أولئك المجرمين وملاحقتهم والقبض عليهم بالجرم المشهود وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي جرائمهم الشنعاء التي يحاولون يائسين من خلالها التلاعب بأمن هذه البلاد واستقرارها وعيشها الرغيد من خلال تهريب تلك المواد المخدرة والقاتلة.