شددت الخارجية الأمريكية على التزام الولاياتالمتحدة بالمضي قدما بمهامها للقضاء على الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، ولفتت إلى أن تراجعا أمريكيا أو ترددا سيترك المجال لمضاعفة الفوضى، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة تجد في المملكة العربية السعودية حليفا إستراتيجيا، ونواصل تعزيز هذه العلاقة باستمرارها قوية. وأشارت الخارجية الأمريكية إلى تصريحات الوزير مايك بومبيو عند زيارته الأخيرة للمنطقة، والتي شدد من خلالها على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستمرة في بذل جهودها لاستقرار وأمن الشرق الأوسط، الأمر الذي يستوجب التصدي للتأثير الإيراني الخبيث وكافة الجماعات المتطرفة بكافة أشكالها، علاوة على استمرار واشنطن في إعطاء أولوية قصوى لتحقيق سلام دائم وشامل يوفر مستقبلا أكثر إشراقا لكل من الفلسطينيين وإسرائيل معا. وقال المتحدث الرسمي لشؤون الشرق والشؤون العربية في الخارجية الامريكية كريستيان جيمس ل«اليوم»، في الحوار الذي أجري معه هاتفيا من العاصمة واشنطن: بلدنا على دراية ويقين بالتزام دول الخليج المعنية في «اتفاق السويد» بخصوص الحديدة، وحرصها على تحقيق نتائجه المأمولة. مؤكدا في شأن آخر، التزامهم بالعمل في التحالف الدولي لمواصلة تدمير بقايا التنظيم الإرهابي في العراقوسوريا. - هل أثر قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس على الوضع الراهن بين فلسطين وإسرائيل؟ - فيما يتعلق بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، نؤكد أن الإدارة الأمريكية مستمرة في إعطاء أولوية قصوى لتحقيق سلام دائم وشامل يوفر مستقبلا أكثر إشراقا لكل من الفلسطينيين وإسرائيل معا، كما أن الإدارة الأمريكية تبقى ملتزمة بمشاركة رؤيتها فيما يتعلق بمستقبل سلام الفلسطينيين مع إسرائيل وكذلك مع بقية أصحاب المصلحة الإقليمية والدولية وذلك في الوقت المناسب. - هل محاربة وهزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي هي أولوية على انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟ - الولاياتالمتحدة مصممة على منع عودة وظهور «داعش» في سورياوالعراق بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وسنستمر في العمل مع العراق في سبيل القضاء على التنظيم بشكل نهائي وبصورة تضمن أنه لن يعود قادرا على تهديد العراق وتهديد سيادته، وكذلك ضمان إرساء الاستقرار والمساعدة الأمنية، وتظل واشنطن ملتزمة بالعمل مع التحالف الدولي لمواصلة تدمير بقايا «داعش» وإحباط طموحاته، والتعاون في حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب أمر واضح ورئيس في علاقة أمريكا مع شركائها في المنطقة، وبطبيعة الحال فهو اعتبار واضح أيضا في علاقة الولاياتالمتحدة مع العراق، فهي علاقة تتنامى بشكل مستمر كما أنها ترتكز على عدة أمور أهمها الاحترام المتبادل للسيادة ويتجلى ذلك كله في تلك الاتفاقيات الإستراتيجية التي تم التوقيع عليها منذ أكثر من عشر سنوات بين البلدين. - ولكن «داعش» لم تنته بعد بالعراق وحتى اللحظة موجودة في سوريا فهي لا تزال تتلقى إمدادات من الدول الداعمة للتنظيم وبقية الجماعات الإرهابية في المنطقة، كيف تتعامل الولاياتالمتحدة مع هذا الواقع؟ - إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بإكمال عملياتها حتى ضمان تفكيك تنظيم «داعش» الإرهابي بشكل نهائي، كما أننا ماضون في معركتنا ضد كافة الجماعات المتطرفة في المنطقة بكافة أشكالها، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ولكن في سياق ذلك فإن الرئيس دونالد ترامب ذكر أن أمريكا تتطلع من شركائها لبذل المزيد من الجهود في سبيل مكافحة الإرهاب ونحن ملتزمون بذلك الجهد أيضا وسنستمر مع الحلفاء في سبيل محاربة الإرهاب بمختلف أشكاله. - هل ستؤيد الولاياتالمتحدة الدعوة لإعادة تأهيل نظام الأسد؟ وألن يتعارض ذلك مع مبادئ العدالة الأمريكية؟ - إن التزام وأولوية الولاياتالمتحدةالأمريكية بالنسبة لسوريا باقية كما هي ولن تتوقف، بل ستستمر في الدفع باتجاه إحراز تقدم بشأن الحل السياسي لإنهاء الصراع بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، كما ستمضي أمريكا في التعامل مع شركائها، بمن فيهم المبعوث الجديد للأمم المتحدة، بشأن قضايا تشمل الإصلاح الدستوري وإشراف الأممالمتحدة على الانتخابات في سوريا، وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا ترى أن الأسد سيفوز إذا ما نفذت هناك انتخابات بصورة شرعية. - التحديات كثيرة، كيف ترون مستقبل العلاقات السعودية - الأمريكية وكذلك المنطقة من منظور الولاياتالمتحدة؟ - بالنسبة للعلاقات السعودية - الأمريكية فإن الولاياتالمتحدة تجد في المملكة حليفا إستراتيجيا وتنظر إلى هذه العلاقة بالمهمة للبلدين، وكما تؤكد الخارجية الأمريكية أننا سوف نستمر في تعزيز هذه العلاقة باستمرارها قوية، فهو أمر مرتبط أيضا بحماية مصالحنا، والمملكة العربية السعودية شريكنا وهي تمثل قوة مصلحتنا المشتركة، والبلدان يعملان بتعاون وثيق وناجح في كافة جوانب التوافق المستمر، وبالتالي ترغب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن نضاعف هذه الجهود المشتركة. وبالنسبة للرؤية الأمريكية للمنطقة، فإننا نؤكد أن الولاياتالمتحدة قوة للخير في الشرق الأوسط، وكما أكد الوزير مايك بومبيو في زيارته الأخيرة للشرق الأوسط، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبذل جهودها بشكل مستمر لخلق منطقة مستقرة في الشرق الأوسط الأمر الذي يستوجب التصدي للتأثير الإيراني الخبيث، وما قامت به أمريكا وتقوم به قد قلل كثيرا من خطورة التطرف ووحشيته، وبلادنا تدرك اليوم أنها حين تتراجع أو تتردد فإن ذلك يترك المجال لمضاعفة وزيادة الفوضى في المنطقة، وها هي الولاياتالمتحدة قد فرضت عقوبات لردع نظام الملالي وأتباعه الذين ينتهجون قتل وقمع وسجن الإيرانيين الباحثين عن حريتهم، ذلك النظام يمد نفوذه السرطاني إلى اليمن والعراقوسوريا، ويعزز ذلك النفوذ في لبنان، وهناك أمر مماثل في سوريا عندما أطلق بشار الأسد العنان للإرهاب على المواطنين السوريين الذين قصفهم بالبراميل المتفجرة وبغاز السارين، والكل والجميع يعلم أن إدارة الرئيس ترامب لم تقف مكتوفة الأيدي أمام كل هذه الوقائع، وعندما استخدم بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه أطلق الرئيس ترامب قوة الجيش الأمريكي ليس مرة واحدة، بل مرتين، بدعم من الحلفاء، وهو على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى، كما أن حلفاءنا وشركاءنا ساعدوا بشكل كبير في جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة. - الحوثيون يتعاملون مع خيار المحادثات بكثير من المراوغة وعدم الإلتزام، هل ترون انتهاء الأزمة في اليمن خلال فترة الرئيس ترامب؟ - الولاياتالمتحدة وكما أكد ذلك أيضا وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو أننا مؤمنون جدا بقدرتنا وقدرة حلفائنا على إحراز مزيد من التقدم في الشأن اليمني، كما أن أمريكا أحرزت خطوة كبيرة مع الاتفاق الذي يخص ميناء الحديدة، علاوة على ذلك، فإننا حصلنا على التزام تام من جميع الأطراف في هذا الشأن، وهنا لا بد أن أؤكد أننا على دراية وعلم ويقين بالتزام دول الخليج المعنية في هذه القضية وحرصها على تحقيق نتائج «اتفاق السويد» المأمولة، وتأمل الولاياتالمتحدة أيضا إيجاد مخرج متقدم هناك، كما أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملتزمة بالعمل مع مبعوث الأممالمتحدة لبلوغ تلك الغاية.