يتبادر مرارا وتكرارا سؤال حول لماذا لا نرى إلا جهة واحدة من القمر، رغم أنه يدور حول نفسه. والأمر الآخر هو أن الكثير يسمي النصف غير المرئي النصف المظلم من القمر. والحقيقة هي أن سبب عدم رؤية النصف الآخر من القمر أو وجهه الآخر يرجع إلى أن دوران القمر حول نفسه يساوي مدة دورانه حول الأرض. وبهذا الأسلوب من الحركة يكون وجه واحد للقمر بمواجهة الأرض طوال الوقت. وللعلم فالمسمى الحقيقي لهذا الوجه هو «الجانب الأبعد للقمر». وقد كانت أول مرة يتم فيها المرور بالجانب البعيد للقمر قد تمت عام 1959م بواسطة المركبة السوفيتية لونا 3 التي قامت بإرسال صور عن ذلك الجانب. وفي العام 1968م قامت مركبة أبولو 8 المأهولة بالدوران حول القمر ورؤية ذلك الجانب بواسطة رواد فضاء، وذلك قبل إنزال أول إنسان على سطح القمر على متن أبولو 11. أما فيما يخص تسمية الجانب غير المرئي بأنه مظلم فهذا غير صحيح لأنه يتعرض لنفس مقدار أشعة الشمس التي يتعرض لها الجزء المرئي من الأرض. وفي الوقت الحالي بدأ الاهتمام بالقمر مرة أخرى. وقد قامت الصين قبل فترة قريبة بإنزال مركبة غير مأهولة على الجزء غير المرئي من القمر لتكون أول دولة تقوم بذلك. وقامت بالتواصل مع المركبة من خلال قمر اصطناعي قريب من القمر يقوم بعملية إعادة إرسال الرسائل والصور، لأن إمكانية التواصل مع أي مركبة في الجزء البعيد من القمر غير ممكنة. وهذا الاهتمام بالقمر مرة أخرى يأتي وسط توجه واضح من وكالات الفضاء الأمريكية والروسية والصينية والأوروبية للتخطيط للقيام بوضع محطات مأهولة كون محطة الفضاء الدولية قد قرب انتهاء مهمتها بسبب قدمها ومتوقع أن يتم العمل على متنها في السنوات القريبة القليلة القادمة. ولكن ما لفت نظر الكثير من علماء الفضاء هو أن مكونات النصف المرئي من القمر تختلف عن النصف الآخر. فهناك اختلاف كبير سواء في التضاريس أو المكونات وذلك في ظاهرة غريبة لا تزال محيرة للعلماء.