بعد أن اتضح للسوفييت عدم قدرتهم على مجاراة وكالة الفضاء الأمريكية في السباق لإنزال إنسان فوق سطح القمر، قررت إرسال مركبة غير مأهولة أطلقت عليها (لونا 15) لكي تهبط فوق سطح القمر لأخذ عينة وترجع إلى سطح الأرض ليكون ذلك سبقا علميا في الفضاء الخارجي. الكثير يعلم أن وكالة ناسا لعلوم الفضاء الأمريكية أطلقت مركبة أبولو 11 وبها ثلاثة من رواد الفضاء يوم 16 يوليو 1969م وهبط اثنان من الرواد فوق سطح القمر 20 يوليو 1969م. ولكن الكثير لا يعلم أن الاتحاد السوفييتي قرر إطلاق مركبة لونا 15 غير المأهولة للحصول على عينة من تربة القمر بتاريخ 13 يوليو 1969م. أي قبل إطلاق ابولو 11 بثلاثة أيام. وقد كان السوفييت والأمريكان يعلمون بما يقوم به الآخر. ولهذا قام طاقم أمريكي برئاسة قائد مهمة أبولو 8 بزيارة علاقات عامة للاتحاد السوفييتي ودار الحديث عن مهمة لونا 15 وعن إمكانية إما تصادم المركبتين أو حدوث تداخل في الاتصالات بين المركبتين. ولكن تم إبلاغ الأمريكان بأن اتجاه مركبة لونا 15 ليس هدفه الهبوط فوق سطح القمر. ولكن بعد انطلاق المركبة السوفييتية للفضاء رصد تلسكوب (جوردل بانك) في بريطانيا أن المركبة السوفييتية قد غيرت اتجاهها نحو القمر. وبالفعل قامت بالدوران حول القمر عشرات المرات لعدة أيام للاستعداد للقيام بعملية هبوط متحكم بها. وأثناء ذلك هبطت أبولو 11 على سطح القمر وبعدها انطلقت نحو كوكب الأرض في الوقت الذي لم تتمكن فيه مركبة لونا 15 من الهبوط بسلام لتتحطم على سطح القمر. وبعد هذه الحادثة بعام واحد، استطاع الاتحاد السوفييتي إنزال مركبة لونا 16 غير المأهولة على سطح القمر، وقامت بأخذ عينات صغيرة جدا من سطح القمر. ورغم أن ما حدث يعكس حدة الصراع الأمريكي- السوفييتي، إلا أنه وفي آخر الأمر اتضح أن التعاون من الممكن أن يثمر بدلا من التنافس خاصة بعد أن انتهت مهمتي محطة سكاي لاب الأمريكية ومير السوفييتية لتقوم بعدها أمريكا وروسيا وأوربا واليابان وكندا ببناء محطة الفضاء الدولية في العام 1998م.