يزداد حجم هلال القمر اليوم الجمعة في سماء المنطقة الشرقية بالقرب من كوكب الزهرة، ويظل فترة أطول بعد غروب الشمس، فيما تم رصده منذ يومين مجاورا ثلاثة كواكب كانت واضحة للعين المجردة، وكان الهلال أقرب إلى كوكب عطارد، وإلى الأعلى ظهر كوكب الزهرة الساطع، وكوكب المريخ الأحمر، الذي يظهر منخفضا جدا في القبة الزرقاء، ويستمر مرئيا حتى ليل الجمعة. وفي سياق متصل، كشفت وكالة الفضاء الأوروبية، عن نيتها إطلاق رحلات مأهولة لاستكشاف القمر مستقبلا، وتحديدا الجانب البعيد منه، الذي لم يواجه الأرض أبدا، والمعروف باسم (الجانب المظلم)، وتستعين في مهمتها مبدئيا بالروبوتات، ويتسم هذا الوجه من القمر بالأراضي الوعرة والحفرة العميقة التي تشكلت على مدار مليارات السنين، حيث يتضمن أحد أكبر وأعمق الحفر في النظام الشمسي، الذي يبلغ عمقه أكثر من ثمانية أميال، ولم تطأ قدم بشر من قبل الجانب البعيد من القمر إطلاقا، فيما نجحت المركبة الروسية (لونا 3) في التقاط أول صورة له، تبعتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بإرسال قمر صناعي، تمكن من جمع عينات من أسفل تربته وتم العثور على آثار ماء متجمد. ويلاحظ الراصد لهلال القمر اليوم الجمعة، أن الجزء الذي لا يُضاء من الشمس يكون مضاء بشكل خافت جدا، ويُطلق عليه وصف (القمر الجديد يحتضن القمر القديم)، ومنظره في غاية الجمال، ويرجع السبب في ذلك الضوء الرقيق، إلى ضوء الشمس المنعكس من الأرض، والساقط على الجزء المعتم من القمر. وحسب الجمعية الفلكية بجدة، استمرت رؤية كوكب الزهرة حول العالم حوالي 60 دقيقة بعد غروب شمس أمس الخميس، أما بالنسبة للراصدين في خطوط العرض الجنوبية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية- جنوب خط الاستواء- فواجهوا صعوبة في امكانية رؤية هلال القمر وعطارد، وفي نيوزيلندا واستراليا واندونيسيا، لم تتوفر فرصة رؤية هلال القمر الصغير في 21 يناير، وبالامكان رؤية هلال القمر والزهرة سويا بعد الغروب اليوم. وبشكل عام وبغض النظر عن موقع الراصد حول العالم، يكون من السهل رصد الزهرة الذي يعد ثالث ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، ويفوق لمعان الزهرة المريخ بمئات المرات، وعلى رغم ذلك فإن المريخ لمعانه يشبه نجوم المرتبة الأولى، لذلك لن يكون صعبا رؤيته عند حلول ظلمة الليل، وعُرفت الكواكب في القديم بتسميتها (متحيرة) لأنها باستمرار تغير موقعها بالنسبة للنجوم خلفها، لذلك عند مراقبة كوكبي الزهرة والمريخ يوميا عند حلول ظلمة الليل، سيُلحظ ان الكوكبين يغيران موقعيهما بالنسبة لبعضهما البعض خلال شهر واحد فقط، وذلك نتيجة دورانهما حول الشمس.