أكد عدد من حرفيي الأحساء تمسكهم بحرفهم اليدوية التي تعلموها من الآباء والأجداد والتي لا تزال موجودة وشامخة على مر السنوات وحرصهم على إبقاء هذا الموروث ليكون شاهدا حقيقيا على تميز هذه المحافظة الغنية بتاريخها والاعتماد على تقديم منتجات يدوية هامة كانت وما زالت موجودة وبجودة عالية، وحرصهم الكبير على عرض حرفهم في العديد من المهرجانات والمحافل المحلية والخارجية من أجل المساهمة في نشرها وتعليمها والمحافظة عليها والبداية بتعليم أبنائهم هذه الحرف وسط الجهود المبذولة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والجهات ذات العلاقة، فقد تم تسجيل موقع واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، واختيارها حديثا عاصمة للسياحة العربية لعام 2019م. » الحفاظ على الموروث وقال الحرفي باقر الغزال - البالغ من العمر 72 عاما: إنه محب كثيرا للحرف اليدوية ومتمسك بها حتى هذا اليوم ومن ذلك حرفة الخوصيات، لأنها تمثل إحدى أهم الحرف اليدوية في الأحساء وأنه مهتم بكل ما يخص (الحرف) والتي تجد طلبا كبيرا من الأهالي والمحبين للتراث الأصيل، ومن ذلك التراثيات كأعمال الخوصيات المعروفة ومنها صناعة السفرة، الزبيل، الصحن، المطبقة، وكلها تصنع من الخوصيات من سعف النخيل ومن الأعمال اليدوية المطلوبة والتي بعون الله ستبقى وسنعلمها لغيرنا. » لا تزال باقية وأكد أحمد القصيمي - البالغ من العمر 75 عاما - أن الحرف اليدوية عرفت منذ القدم في الأحساء وتنوعت واشتهرت ولا تزال موجودة وثابتة وتجد نجاحات كبيرة، مشيرا إلى أن حرفته تعتمد على صناعة (الطيران والطبول) وأنه يستخدم في حرفته جذع النخل والجلود في ذلك من خلال استخدام المطرقة والجزل وأنه حريص على تعليمها لمن يرغب من أجل استمرار هذه الحرفة. » مصدر رزق وقال الحرفي محمد مبارك الدخيل - البالغ من العمر 53 عاما: أقوم بحرفة الخراز وأستخدم الجلود في الحرفة وأقوم بأعمال يدوية مختلفة منها صناعة مخضات اللبن والبير والمروة الخاصة بالماء والزربول والحذيان ومقابض السير للسيوف، وأقوم بصنع الميزم الخاص بالأطفال والجرابات الخاصة بالمسدسات وأصنع شنطا من الجلد وغيرها من المصنوعات اليدوية والتي أستخدم فيها أدوات بسيطة من الإبرة والخيط والمطرقة والمقص وما زلت أحافظ على حرفتي التي أجد فيها مصدر رزقي والتي استطعت من خلالها المشاركة في كثير من المهرجات داخل وخارج المملكة، والحمد لله هذه الحرف كانت وما زالت شامخة وباقية يتعلمها الأجيال. » نتفوق على المصانع وأكد حسين المبارك - المختص بحرفة (الحدادة) - أنه يعمل بهذه الحرفة لأكثر من 40 سنة وهو سعيد بذلك مشيرا إلى أنه حرص على تعلم الحرفة منذ أن كان صغيرا، وحلمه أن تتواصل لأجيال قادمة، موضحا أنه يقوم بصنع العديد من الأدوات المتعلقة بالحديد وخصوصا الزراعية منها والتي تجد طلبا كبيرا ومنها المحش والهيب والأطناب الخاصة ببيت الشعر وصناعة السيوف والخناجر والسكاكين، والهاون ووسم الإبل، منوها في حديثه بأنه يستخدم أثناء عمله أدوات مهمة منها المطرقة والشلاب والكور (موضع النار)، مؤكدا أن الحرفي يجيد هذه الصنعة ويتفوق على كثير من المصانع خاصة في جودة المنتج، مؤكدا أنه حريص على نقل وتعليم كل من يرغب في تعلم هذه الحرفة والتي تعتبر من الحرف القديمة في الأحساء. » القفاص من السعف وقال الحرفي أحمد العواد: إن الحرف اليدوية في الأحساء كانت وما زالت شامخة متمسكة بأصالتها وتاريخها المعروف تتوارثها الأجيال، فأنا حرفتي خاصة بصنع القفاصة، أقوم بصنع العديد من الأدوات وبحرفة يدوية بسيطة جدا، وهي تحتاج فقط للممارسة وحب الحرفة وأستخدم سعف النخل لصناعة ما أريد من ذلك السلال وأقفاص الرطب والكراسي والمظلات ومنز الأطفال الذي يجد طلبا كبيرا وأستخدم أدوات بسيطة منها المنجل والمجول وكل عملي يكون باليد، وأنا سعيد جدا لأن هذه الحرف رغم كل التحديات قوية جدا وتواجدها جعل لها مكانة في قلوب الكثير. » خياطة البشوت وأكد حبيب بوخضر - البالغ من العمر 53 عاما والمختص بحرفة خياطة البشوت - أن الحرف اليدوية في الأحساء متميزة وهناك طلب كبير عليها، موضحا أنه تعلم حرفة خياطة البشوت من والديه وما زال يعمل بها، مؤكدا أنها تعتمد على توفر القماش والزري والبطانة وأنه يستخدم في حرفته الإبرة والمطوى، مؤكدا أن البشت الحساوي الأصلي بخياطة اليد يعتبر الأول ويجد طلبا رغم دخول المصانع عن طريق استخدام الكمبيوتر لصناعته، مؤكدا حرصه على تعليم كل من يريد تعلم هذه الحرفة. » حرفي صغير وقال محمد جواد الحميد - البالغ من العمر 10 سنوات وهو أحد أصغر الحرفيين في الأحساء -: إنه تعلم حرفة الخوصيات وصناعة الكر من والده المتوفى (يرحمه الله) ومن أعمامه مشيرا إلى أنه سيحرص على تطوير نفسه بهذه الحرفة، داعيا كل زملائه إلى تعلم مثل هذه الحرف للفائدة وحب التراث ونقله إلى مواقع أخرى كشاهد على تاريخ هذا الوطن.