نوه وزير المالية محمد الجدعان بالنتائج الاقتصادية لمبادرات القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي ترأستها واستضافتها المملكة في مدينة الرياض عام 2013، وبالقمة العربية ال29، التي استضافتها المملكة وسماها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- (قمة القدس)، وذلك في كلمة المملكة العربية السعودية -الرئيس السابق للدورة الثالثة- بمستهل جلسة أعمال الدورة الرابعة من القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت أمس تحت شعار «الإنسان محور التنمية» والازدهار يعزز السلام في المجتمعات برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والتي ألقاها الجدعان لدى رئاسته وفد المملكة لأعمال القمة، ونقل خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- وتمنياتهما للقمة بالنجاح. » استعراض النتائج وقال الجدعان مستعرضا النتائج: لقد خرجت قمة الرياض التنموية بقرارات مهمة لدعم العمل العربي المشترك فكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة لزيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية والشركات العربية المشتركة بنسبة لا تقل عن 50%، حيث بلغت الزيادات التي تمت حتى الآن للصناديق والمؤسسات المالية العربية وعدد من الشركات المشتركة ما يربو على 7.5 مليار دولار، كان لها الأثر الكبير في تعزيز قدرات هذه المؤسسات والشركات لتمكينها من تلبية الاحتياجات التنموية لدولنا، خاصة في هذه المرحلة التي تزايدت فيها هذه الاحتياجات. واستطرد قائلا: كما دعمت القمة إطلاق برنامج التمويل من أجل التجارة لدعم التجارة البينية العربية تحت مظلة المؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة الذي ساهمت فيه المملكة ونفذت المؤسسة مرحلته الأولى وشرعت في تنفيذ المرحلة الثانية. » دفع الإنجازات ولفت الوزير الجدعان إلى أنه خلال ترؤس المملكة القمة العربية التنموية، حظيت العديد من القرارات الصادرة عن القمتين التنمويتين السابقتين بالكثير من قوة الدفع لإنجازها، ومن ذلك انضمام 18 دولة عربية لمبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بإجمالي مساهمات بلغت 1310 ملايين دولار، وبلغت مساهمة المملكة 500 مليون دولار دعما لهذه المبادرة، هذا بالإضافة إلى ما تحقق في مجال تنفيذ القرارات المتعلقة بربط الدول العربية ببعضها، وعلى رأسها مشروع الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية الشقيقة، الذي من المتوقع أن يبدأ التشغيل الكامل له في عام 2021م. » تحديات الأمة العربية وشدّد الجدعان على أنّ «انعقاد القمة الرابعة يأتي في وقت تواجه الدول العريبة العديد من التحديات التي تحيط بها من كل جانب، ويحرص أعداؤها على النيل منها وإضعافها بل وإشغالها في قضايا تستنزف مواردها بدلاً من أن تستثمر كل دولة عربية مواردها لتحقيق التنمية لشعبها وتوفير سبل العيش الكريم له، وهذا يستوجب أن نكون أكثر حرصا من أي وقت مضى على توحيد الجهود، ومواجهة كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في دولنا، والعمل على دفع مسيرة العمل العربي المشترك بتبني سياسات تزيد من تلاحم هذه الأمة وتعزز روابطها الاقتصادية التجارية والاستثمارية»، مؤكدا ضرورة «تعزيز التجارة العربية البينية وإزالة ما يواجهها من عقبات والنظر لمصالحنا العربية المشتركة والعمل على تعزيز دور القطاع الخاص العربي وتبني السياسات المحفزة للاستثمارات البينية بما في ذلك مبادرة التكامل بين السياحة والتراث الحضاري والثقافي في الدول العربية وغير ذلك من المجالات». » طرح دورية القمة ونوه وزير المالية إلى أن المملكة تود الإشارة إلى أنها ستعيد طرح موضوع دورية انعقاد القمة التنموية الذي سبق أن قدمته المملكة في قمة الرياض 2013م ونتج عنه صدور قرار القمة العربية العادية بأن تعقد هذه القمة كل أربع سنوات، ولا شك أن التطورات في المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية سريعة ومتواصلة؛ الأمر الذي يجعل دورية الانعقاد كل أربع سنوات أمرا لا يتسق مع الوتيرة السريعة لهذه التطورات. ثمّ أشار إلى أن «عقدها بشكل دوري سنويا قد يكون أمرا صعبا في ضوء انعقاد القمة العربية العادية، ولذا فإن المملكة العربية السعودية ستعيد طرح مقترح دمج هذه القمة في القمة العربية العادية لدراسته مرة أخرى؛ نظراً لأهمية قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية. والحاجة للمتابعة المستمرة لها، حيث من المناسب أن يكون بند المواضيع التنموية بنداً دائما ومستقلا على جدول أعمال القمة العربية العادية». وختم الوزير الجدعان كلمته بالقول: «تكرر المملكة العربية السعودية الشكر والتقدير للجمهورية اللبنانية الشقيقة على استضافتها لهذه القمة والشكر موصول على ما لقيته المملكة -دولة الرئاسة- من تعاون في متابعة وتنفيذ قرارات قمة الرياض 2013م، كما تشكر المملكة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على ما بذل من جهود في المتابعة لأعمال القمم السابقة والإعداد لهذه القمة التي يحدونا الأمل جميعا أن تخرج بقرارات دعم مسيرة العمل العربي المشترك راجين لهذه القمة التوفيق والنجاح وأن تحقق لشعوبنا العربية بحول الله ما تصبوا إليه من استقرار وازدهار ورخاء». » جدول أعمال القمة ويتناول القادة العرب خلال القمة -وفقا لجدول الأعمال الذي نوقش خلال الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة- 29 مشروعًا وبنداً تشمل كافة قضايا العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، وتتعلق بكافة مناحي الأنشطة التنموية والاقتصادية والاجتماعية، علاوة على مبادرات وإستراتيجيات في مجال الأمن الغذائي والطاقة والقضاء على الفقر وحماية النساء والإستراتيجية العربية للطاقة المستدامة ومجال الاقتصاد الرقمي وغيرها. 500 مليون دولار مساهمة المملكة في مبادرة دعم المنشآت العربية