في البداية أهنئ معالي الدكتور حمد آل الشيخ على الثقة الملكية بتقلده منصب وزارة التعليم التي تعتبر من أكثر الوزارات من حيث الأهمية في إعداد الطلاب للمرحلة الجامعية وسوق العمل لمن يرغبون في الوظائف المهنية بعد التخرج من الثانوية والجامعة. أتمنى للوزير التوفيق والسداد في هذه المهمة النبيلة في هذه المرحلة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية في ظل رؤية 2030. توجه وتعليم وخبرة معالي الوزير تؤهله لأن يكون قائد التغيير الهادف والمرسوم بعناية في وزارته بما يحقق للتعليم الأهداف المرجوة. أرى أن للوزير رؤية واضحة في تقييم وتقويم التعليم في المملكة، حيث اتضحت في تعليقاته وكتاباته في هذا الجانب. والآن حان الوقت لمعاليه بأن يربط فاعلية وكفاءة التعليم في المملكة بأركانه الأساسية متمثلة في المعلم والطالب والمقرر الدراسي المدروس لكسب المعارف والمهارات والقيم التي تؤهل الطالب للدراسات الجامعية أو الوظائف المهنية بعد التخرج من الثانوية. تعتمد معادلة التعليم الفعال بكفاءة عالية على المعلم والطالب والمنهج الدراسي وبيئة المؤسسة التعليمية، لكنني لا أتجاهل دور الأسرة في المحصلة التعليمية للطلاب. إذ يجب أن نقيس نتائج التعليم في كل مادة دراسية لأن المعارف والمهارات المكتسبة تختلف من مقرر دراسي لآخر. وبالطبع المقررات تشترك في الكثير من المهارات والمعارف ما يتطلب أن يكون هناك مقياس وتقييم عام وآخر خاص بكل مادة دراسية. ومن الأهمية أن يكون التقييم موضوعيا وغير شخصي وبأداة تقييم على مستوى عال من الصحة والمصداقية. يعتمد تقويم أداء المعلم على نتائج تقييمه من حيث الكمية والجودة فيما يتعلمه طلابه منه من معارف ومهارات. ومن الأهمية عدم الخلط بين مصطلحي التقييم والتقويم، حيث يستند التقييم على معايير الأداء ومتغيراته بينما يستند التقويم على نتائج التقييم إما سلباً أو إيجاباً، بحيث تطور البرامج التي تعالج ضعف الأداء لتصححه بالتقويم المناسب. قياس أداء الطلاب يتطلب موضوعية من غير تحيز أو تلويث للمعطيات، حيث لا تخلو سلوكيات بعض الطلاب من النزعات العدائية والانتقام من المعلم المتميز في تعليمه وأدائه وانضباطه، فقد يكون تقييم المعلم المخلص والمتميز سيئا حسب تقييم بعض الطلاب المتآمرين عليه، بينما يحصل المعلم غير المتميز والمجاري لسلوكيات بعض الطلاب على تقييم ممتاز، لذلك يجب اختيار عينة عشوائية من الطلاب تؤدي التقييم، أو استبعاد التقييم غير الموضوعي والشخصي حتى لا يظلم المعلم المتميز ويفقد التقييم والتقويم أهدافه. لابد من تحديد حالات التقييم غير الموضوعي بعناية فائقة واستبعادها من النتائج من خلال متخصصين في قياس الأداء ليكون التقويم فعالاً ليساهم في تطوير المعلم والمقرر الدراسي ويالتالي المحصلة العلمية للطالب. ربط التقييم والتقويم بالمعلم والطالب والمنهج في غاية الأهمية لتطوير التعليم في المملكة لخدمة التنمية الشاملة وتحقيق أهداف رؤية 2030 في ناحية التعليم الذي بدوره يؤثر في جوانب كثيرة أخرى. وإذا افترضنا أن جميع الطلاب جادون في تحصيلهم العلمي وسويون سلوكياً ومجتهدون في طلب العلم فإن أداءهم سيكون عاليا إذا كان المعلم متميزاً والمقرر الدراسي مناسباً للمعارف والمهارات المطلوبة والعكس صحيح، لذلك لا بد من الحيطة في قياس الأداء بأن تكون الظروف الأخرى مهيأة مثل بيئة المدرسة. للمسؤول عن إدارة المؤسسة التعليمية دور في تقييم وتقويم أداء المعلم من حيث انضباطه في العمل ومشاركته في النشاطات التي تطور العملية التعليمية.