دائماً ما تتوحد الشعارات حول الاستحقاقات الوطنية وتصطف الأقلام والقلوب حول هذا الفريق أو ذاك، وتعلو الأكف بالدعاء والكل يدعم من موقعه ولا يبخل بما يستطيع حتى يكتمل النجاح، ونصل إلى الهدف الأسمى وهو رفعة اسم الوطن عالياً. ولأول مرة يشارك منتخبنا في كأس آسيا وسط انقسام داخلي كبير بين مؤيد لقرار استمرار الدوري لفائدته المحلية الخاصة، وبين معارض أيضاً لمصلحة داخلية، وكلا الطرفين يدعم رأيه بقوة ويسرد الأسباب التي تدعم موقفه وتضعف رأي الآخر. كل ذلك السجال على مرأى ومسمع من أدوات هذا الاستحقاق الوطني الآسيوي من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية بل وأمام كل المنافسين في هذه البطولة الكبيرة، مما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا من تأثير هذا الطرح السلبي جداً على نتائج المنتخب. لم يراع الجميع دون استثناء آثار هذا الضجيج على معنويات اللاعبين، وما يمكن أن تصنعه هذه الزوبعة من تأثير على استعداد الفريق في هذه المرحلة الحساسة جداً من مشوار البطل الذي ينتظر منه جمهوره الكبير نتائج مشرفة. آن الأوان أن تتوحد الأقلام بلون واحد فقط، هو لون العز والفخر، لون الوطن الأخضر الناصع بعيداً عن الألوان المحلية التي قد تسبب صدعا مضرا داخل نفوس اللاعبين من خلال متابعتهم لما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة. كلنا وطنيون وجميعنا نهتم لتشريف الوطن، فلا تأخذنا مصالحنا الضيقة إلى مكان غير محسوب العواقب لا سمح الله، فقد يتحمل قلم مسؤولية إخفاق دون أن يشعر بذلك. اتحاد القدم معني أيضاً بتخفيف حدة الاختلاف من خلال إيجاد مخرج يكون الوطن ومصلحة المنتخب على سلم أولوياته، دون النظر لما يثار من هذا النادي أو ذاك أو هذا الكاتب الموجه أو ذاك الناقد المحتقن، لأنه المعني بتوفير كل السبل لمشاركة إيجابية للمنتخب في هذا الاستحقاق الكبير وهو مَنْ يتحمل نتيجة القرارات التي يتخذها. ٭ ليس من الوطنية محاولة تجميل قرار مهما كان دون النظر إلى تأثيره السلبي على المنتخب. ٭ تركي آل الشيخ قادر على حسم هذا الجدل ودعم المنتخب بقرار صارم. ٭ اتحاد الإعلام الرياضي يجب أن يكون له دور كبير في الفترة الحالية، من خلال ضبط بعض الأقلام والأصوات، التي تؤثر سلباً على المنتخب. ٭ لن يرحم التاريخ مَنْ يسعى للتأثير السلبي على مشوار الأخضر من خلال قلمه. Khaled5Saba @