لا اتذكر بأن وسطنا الرياضي اتفق على تشكيلة معلنة للمنتخب رغم تعاقب مدربين كُثر، فالاختلاف أزليٌ حول بعض الأسماء سواءً بانتقاد غيابها عن القائمة المعلنة أو بتواجدها وعدم أحقيتها بذلك، أتذكر أن المشجعين وبعض الإعلاميين كانوا ينتقدون غياب لاعبي أنديتهم المفضلة، ويصفون مسؤولي منتخبنا بمجاملة لاعبي هذا النادي ومحاربة ذاك، لكن في التشكيلة المعلنة لنهائيات كأس آسيا 2019م تغيّرت الاسطوانة وانقلبت الآية، فالواحد منهم أصبح يفرح بعدم ضم لاعبي فريقه، رغم أن منتخبنا ينتظره استحقاق قاري مهم، بل وبات يطالب بضم لاعبي الفريق المنافس، على سبيل المثال لا الحصر، الهلالي سعيد بعدم ضم محمد كنو للمنتخب، والنصراوي فرح عندما لم يشاهد عبدالعزيز الجبرين وسلطان الغنام في القائمة. والأدهى والأمر أن كلا الطرفين يتهمان المسؤولين في اتحاد القدم بتعمد عدم استدعاء لاعبي الفرق المنافس، وهنالك من ذهب للتشكيك بأن بيتزي استدعى احتياطيي هذا النادي وتجاهل الأساسيين حتى لا يخسرهم فريقهم في الدوري!، وهذه أولى تَبِعات عدم توقف الدوري أثناء كأس آسيا 2019، وهو القرار الذي حذرنا منه مراراً وتكراراً. مازلت غير مستوعب بأن دورينا لن يتوقف ومنتخبنا يخوض بطولة قارية، ولست مصدقاً بعد بأن من اتخذ القرار سواء في اتحاد القدم السابق أو الجديد درسه جيداً وقاس إيجابياته وسلبياته، لكن مع قرب الانطلاقة وبدء إعداد "الأخضر" للبطولة القارية، يجب أن ننسى اتحاد القدم ومشاكله وقراراته المثيرة للجدل، ونضعها خلف ظهورنا، وعلينا أن نرفع شعار "منتخبنا أولاً"، فالأخضر سيرتدي علم المملكة في دولة الإمارات الشقيقة، واللاعبون لن يمثلوا قصي الفواز ولن يلعبوا بشعار اتحاد القدم، بل سيلعبون من أجل وطننا الغالي، وأي إنجاز سيجيّر في النهاية للمملكة، والإخفاق كذلك لا سمح الله سيكون بإسم "السعودية". ردود الأفعال التي شاهدتها من الجماهير حول مغادرة منتخبنا إلى دبي تأهباً لآسيا مؤلمة ومحبطة ومستفزة، فأغلبها تنوعت بين دعاوى بالخسائر الثقيلة والخروج المبكر، وقلّة من تعاملوا مع الواقع بوطنية وتغلبوا على عواطفهم وسجلوا كلمات محفزة، اللاعبون ومنتخبنا في مهمة وطنية، وواجب علينا دعمهم ومؤازرتهم، وليس من الإنصاف أن نحاسبهم ونعاقبهم بسبب قرار مسؤول سيرحل بعد فترة، وتبقى مشاركتنا مدونة في تاريخ كأس آسيا بحلوها ومرّها. "منتخبنا أولاً" يجب أن يكون شعاراً نعمل به ولا نكتفي بترديده متى ماشئنا من باب المثالية، علينا أن نجعل مصلحة صقورنا الخضر فوق كل اعتبار مهما حدث، لأن تشجيع منتخبنا ودعمه ومؤازرته واجب وطني وليس أمر اختياريا، هنالك من كان يشجع فرقاً أجنبية أمام الفرق السعودية ومقتنع بأن تشجيع أنديتنا في البطولات الخارجية لا علاقة له بالوطنية، أما اليوم فالموضوع يتعلق بالمنتخب السعودي، وأقولها بالفم المليان من يشجع ضد منتخب بلاده ويتمنى له الخسائر والإخفاقات فليراجع وطنيته!.