المتاحف الخاصة تشكل إرثا ثقافيا وتراثيا يحاول أصحابها من خلالها أن ينسجوا رواية ساحرة لفصول شاسعة من تاريخ المملكة، تحكي للأجيال المقبلة سيرة مَنْ سبقوهم وتركوا في هذه البلاد طابعا تاريخيا فريدا، وأصبحت المتاحف تمثل رديفا للمتاحف الحكومية في حفظ الإرث الشعبي ومقتنياته وبلغ عدد المتاحف الخاصة الحاصلة على ترخيص من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 131 متحفا في مختلف مناطق المملكة. «اليوم» التقت بأصحاب متاحف خاصة لإلقاء الضوء على أبرز التحديات التي تواجههم. » تحديات كبيرة وأوضح المدير التنفيذي لمتحف دار طيبة في المدينةالمنورة حسان طاهر: «أصحاب المتاحف بذلوا جهودا لتوثيق ما حصلوا عليه من مقتنيات ووثائق تخص التراثين المادي والمعنوي، من خلال اجتهاداتهم الفردية ومساهمتهم مع المؤسسات المعنية في حفظ الموروث الشعبي». وأضاف: «هناك تحديات كبيرة وعديدة تواجهها المتاحف لتقديم رسالتها على الوجه الأكمل وفي مقدمتها عزوف الناس عن زيارتها، وللأسف مازال يُنظر إليها على أنها مستودعات للقطع الأثرية، وزيارتها لا تضيف لها شيئا». » دعم الشراكات وقال سليمان الضويحي المشرف على متحف عبدالرحمن الضويحي للتراث بالزلفي: إن أبرز المشكلات التي تواجه المتاحف الخاصة هي ضعف تواصل الهيئة مع الجهات الخدمية، التي تخدم المتاحف مثل البلدية والكهرباء والماء، وعدم تفعيل الشراكات مع الجهات الحكومية، وحاجة أصحاب المتاحف لدورات تدريبية، وبرامج تخص الصيانة والترميم وغيرها. » المحافظة على التراث وأضاف منصور بن مصلح صاحب متحف الشيخ محمد بن مصبح في محافظة بلجرشي: إن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تدعم المتاحف الخاصة، ولكن بعض إجراءات الدعم تكون بطيئة وهو ما يجعل أصحاب المتاحف يتضجرون من قلة الدعم وعدم الاهتمام. » التعاون المشترك وأوضح الدكتور عبدالرحمن آل زنان عضو اللجنة الاستشارية لأصحاب المتاحف سابقا في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وصاحب مجموعة متاحف شخصية في محافظة الأفلاج أن التحديات، التي يواجهها أصحاب المتاحف الخاصة هي عدم تعاون البلديات في توفير ما يلزمهم، بالإضافة إلى عدم تعاون لجان ومكاتب السياحة في المحافظات ورجال الأعمال، والمواطنين في الحفاظ على المقتنيات وتقدير جهود صاحب المتحف.