في خضم التطور المطرد في بيئات الأعمال وما يصاحبه من تدريب وتأهيل للموظفين على رأس العمل في مجالات الجودة والسلامة والأعمال الإدارية والفنية التي تؤدي لتحسين أدائهم وإنتاجيتهم وسلوكهم خلال ساعات العمل، يتبادر للذهن مدى اهتمام ذلك الموظف المهني المحترف بنقل وتبادل مهاراته المكتسبة مع أفراد أسرته، وما مدى اهتمام جهات العمل بثقافة ووعي أسرة الموظف والموظفة، وهل هذا يصب في دائرة المسؤولية الاجتماعية للجهات التشريعية والتنفيذية في الدولة؟ فاكتفت بعض مؤسسات الأعمال بتوفير السكن والعلاج الطبي وابتعاث الأبناء المتفوقين وتعيينهم في الوظائف بعد تخرجهم كمزايا تنافسية تختلف من مؤسسة إلى أخرى، السلوك الإيجابي وثقافة التعلم داخل الأسر المثالية ينعكس على المجتمع ومكوناته ليتغلب على الكثير من المشاكل كالجرائم والسرقات والحوداث المرورية والطلاق والمخالفات للأنظمة والقوانين والفساد الإداري وغيرها من عوائق التنمية والتطوير ليمتد تأثيره الإيجابي إلى بيئة الأعمال ليحقق الريادة والنمو المستمر ولكنهم جميعا يتفقون على أن التدريب والتطوير يتعلق بالموظفين فقط، ولم يدركوا أهمية التركيز على توعية وحث ومتابعة الموظفين بأهمية نقل وتبادل المعرفة والمهارات المكتسبة والسلوك لأفراد أسرهم، وماله من دور إيجابي في التغلب على المشاكل الأسرية والاجتماعية العديدة والتي لها تأثير سلبي على سلوكيات وتفكير الموظفين وبالتالي ينعكس على تردي أداء أعمالهم وإنتاجيتهم، ناهيك عن الوقوع في الحوادث بسبب انشغال تفكيرهم في مشاكلهم الأسرية. فالسلوك الإيجابي وثقافة التعلم داخل الأسر المثالية ينعكس على المجتمع ومكوناته ليتغلب على الكثير من المشاكل كالجرائم والسرقات والحوداث المرورية والطلاق والمخالفات للأنظمة والقوانين والفساد الإداري وغيرها من عوائق التنمية والتطوير ليمتد تأثيره الإيجابي إلى بيئة الأعمال ليحقق الريادة والنمو المستمر. وعندما نفكر في تبني مفهوم عائلة المعرفة والتعليم، يجب علينا تفعيل وقياس مدى اهتمامنا بالجوانب الخمسة التالية، اولا جانب الرعاية والاهتمام بأمور الأسرة الدينية والصحية والعاطفية والتنموي، وهذا يعني الحث والنصح والمتابعة من خلال الاجتماعات الأسرية والفردية، إضافة الى جانب التوجيه والإصلاح ويعني التحفيز وحل المشاكل والتشجيع وتقديم المشورة والتدريب، الجانب الثالث هو إدراك الرغبات والتوجهات ويعني إلمام الوالدين برغبات أبنائهم الفردية المختلفة وكيفية التعامل بذكاء عاطفي مع الأمور التي تتنافى مع توجهات الأسرة وقيمها وترك مساحة من الحرية لكل فرد للتعبير عن رأيه واختياراته، إضافة الى جانب العمل الجماعي وهنا ننظر لمدى تفاعل الأسرة مع بعضها البعض من خلال رؤية مشتركة وكيفية التعاون بين الأفراد لتحقيق الأهداف والحرص على نجاح الاجتماعات، أما جانب التدريب والتثقيف فلاشك ان التطوير والتنمية الأسرية تعتمد على مدى إمكانية تبادل المعرفة والمهارات وذلك من خلال التشجيع على القراءة والمحاضرات المنزلية وتنمية الإبداع والابتكار للمواهب الفردية والجماعية.