مشروع الأمير نايف للوقاية من المخدرات هو احد المشاريع التي تنفذها الأمانة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الشريكة في المواجهة، ويحتوي هذا المشروع الذي يسعى إلى تصميم السياسات والبرامج الوطنية ذات العلاقة بمواجهة ظاهرة المخدرات على المستويات كافة. على عدة برامج نستعرض هذا الأسبوع واحدا منها وهو برنامج "الحي يحمي شبابه" الذي يسهم بتعزيز القيم ووقاية الشباب من المخدرات وتعزيز دور الأحياء في الوقاية المجتمعية من المخدرات والسلوك المنحرف. ويهدف هذا البرنامج إلى تنشيط الدور المجتمعي للأحياء من خلال تعزيز دور عمد ورؤساء مراكز الأحياء والفعاليات الاجتماعية للمساعدة على تنظيم برامج رياضية وثقافية ومجتمعية لاستثمار وقت فراغ الشباب وتنمية الذات والمواهب والقدرات والمهارات لدى الشباب وتحصينهم من الانحراف وتنمية الحس الاجتماعي لديهم من خلال المشاركة في مناشط الحي وتفعيل دور الأسرة في جانب التربية الوقائية لأبنائهم وتنقية الأحياء من التجمعات المشبوهة وتطوير نموذج مجتمعي لمواجهة انحراف الشباب في الأحياء. يعتمد برنامج "الحي يحمي شبابه" على وضع اساليب وأدلة عمل، لتوفير منهجية عمل فاعلة لتثقيف السكان واحتواء المبتدئين في التعاطي ومعالجة المصابين بسلوكيات الإدمان بسبب تعاطي المخدرات، فضلا عن سعيها لبناء ثقافة السكان وآلية تنظيم اجتماعية بينهم لمنع انتشار سلوكيات التعاطي والجريمة بين سكان الحي وخاصة الشباب صغار السن والمهدد بالانحراف والتعاطي والوقوع في الجريمة، من خلال العمل على إعداد السياسات والبرامج المتكاملة والمصممة وفق أحدث معايير العمل العالمية والمبنية على نتائج البحث العملي والتي تم التحقق من صدقها عبر التطبيق التجريبي المثبت صحته في مجتمعات شبيهة. أهداف البرنامج يهدف هذا البرنامج إلى تحقيق مجموعة من الغايات منها: نشر الوعي الصحي وثقافة الامتناع عن التعاطي بين سكان الحي من الصغار والشباب وبين الآباء والجيران، ومساعدة الأسر لتربية أبنائهم على عدم اكتساب ثقافة التعاطي وتثقيف وتدريب الأسر على كيفية احتواء المبتدئين في التعاطي والانحراف من أبنائهم، وتنمية مهارات الأسر المهنية وتشجيعهم على التحول إلى الأسر المنتجة والفاعلة، وتعديل اتجاهات سكان الحي نحو تعاطي المخدرات وبيعها وانتشار الجريمة، ومساعدة سكان الحي على إنشاء مراكز استشارات وإصلاح من سكان الحي المؤهلين، وتشجيعهم على رفض بيع المخدرات في حيهم من خلال بناء علاقات التكاتف والتواصل والتعاون مع رجال الأمن، وإنشاء برامج مستدامة في الحي تدار من قبل قاطنيه لمساعدة الأسر التي تواجه متاعب مع أفرادها المتعاطين للمخدرات لعلاجهم وإصلاحهم وتشغيلهم، كذلك تنفيذ برامج أمنية وصحية دورية في هذه الأحياء تعمل على خفض معدلات العرض والطلب على المخدرات وتعمل على رفع معدلات مشاركة السكان في حماية الحي من جريمة المخدرات. أهمية الحي في مواجهة ظاهرة المخدرات والجريمة الحي الفاعل في ضبط تصرفات أفراده عبر ما يمتلكه من قيم وثقافة وعمليات تواصل واهتمام السكان بأبنائهم وأبناء جيرانهم وضبط الأوضاع في حيهم، وعملهم على جعل حيهم خاليا من السلوكيات الخطرة كالتعاطي والجريمة والانحراف، وعبر ما يوجه له من برامج حماية وتنمية لرفع معدلات تفاعل السكان وثقافتهم ووعيهم ومهاراتهم الفردية والحياتية والمهنية، كفيل بأن يؤسس لثقافة ولمنهجية عمل وتواصل اجتماعي فاعلة في مشاركة السكان لحماية أسرهم وصغار شباب الحي من تعاطي المخدرات، كما يؤدي إلى نشأة ثقافة سكان صحية وسلوكية وتربوية ذات قيم عالية تعمل رفع تقدير الذات والاهتمام بشباب الحي وتشجيعهم ومنعهم من مخاطر السكن في الحي المحطم اجتماعيا. إذ إن عمليات التفاعل الاجتماعية اليومية في الحي المتواصل المتفاعل المثقف تعمل على بناء قيم ونظام اجتماعي فاعلة لتشكيل سلوك سكان ورافضة لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية كما أنها رافضة لانتشار جريمة بيع المخدرات وشيوع الجرائم الأخرى بين السكان وبين المراهقين والشباب في الحي، وذلك من خلال تبني استراتجيات حماية عبر الحي موجهة لقمع انتشار ظاهرة التعاطي، وتهدف لرفع معدلات الوعي الصحي لدى السكان ولرفع معدلات المشاركة الاجتماعية وعمليات التواصل الاجتماعي وعمليات مراقبة سلوكيات المراهقين في الحي ولرفع معدلات الوعي بأسس تربية الأبناء وكيفية احتوائهم ومعالجة انحرافاتهم ومشاكلهم، حيث تعمل برامج التدريب على كيفية تربية الأبناء على تنمية مهاراتهم بأسس الاحتواء والمعالجة والمراقبة للأبناء ولشباب الحي عامة. كما أن مثل هذه البرامج تبني قيم إيجابية وتؤسس لاتجاهات رافضة لجريمة المخدرات وتنمي سلوكيات تصرف لصالح المجتمع والفرد والأسرة وسكان الحي كثقافة (تفكير واتجاه وتصرف) مؤسسة عبر عمليات تدريب وتأهيل ورفع معدلات التواصل الاجتماعي في الحي وعمليات المشاركة في حماية الحي من تعاطي المخدرات. كما أنها تشيد وعيا وتؤسس لتصرفات وتنمي اتجاهات وتعدل سلوكا يؤدي إلى بروز نمط من السلوك الحضاري في الحي بين السكان ولدى الجيل الصاعد من شباب الحي، كما أنها تهتم بالشباب في الحي لرفع مستويات مشاركته الاجتماعية وتحفيز دوافعه الايجابية نحو أسرته ومجتمعه المحلي وعمله. ولكون بيئة الحي بيئة تفاعل وتنظيم اجتماعي ويوجد بها عمليات تعليم وتعديل اتجاهات وسلوك وتنمية مهارات وقيم واتجاهات وقناعات إيجابية تجاه الفرد وأسرته ومجتمعه وإنتاجيته، فالأحياء بصفتها بيئة تربية وتفاعل واكتساب ثقافة وتعمل بقوة على تشكيل سمات شخصية الفرد وثقافة أسرته، تملك مقومات فاعلة وعوامل تشجيع وقدرات مهولة فاعلة في توجيه الشباب واحتوائه ومعالجة مشاكله من خلال ما يمكنها القيام به من عمليات ضبط ومراقبة وتربية سواء من قبل الجيران أو الآباء أو من قبل العاملين في مجال الصحة والتعليم والأمن بمثل هذه الأحياء. كما أن ما يتصف به الحي من عمليات تثقيف وتعليم وإنتاجية تسهم في تزويد صغار الحي بمهارات ومعارف حياتية متنوعة تعينهم على تجنب السلوكيات غير المرغوبة والضارة التي تدفع بالفرد إلى التعاطي والانحراف. إذ أثبتت الأبحاث أن الأحياء المتفاعلة ذات الثقافات والمعايير الضابطة لسلوك السكان اجتماعيا عبر قيمها وطرائق التفاعل السائدة بها، تعد أفضل البيئات التفاعلية تأثيرا في الأفراد في حالة تمت الاستفادة من منهجيات تصميم برامج التفاعل والتواصل والمشاركة والتثقيف لتحقيق معدلات عالية عن الامتناع عن التعاطي، ولكنها تصبح أكثر البيئات التفاعلية التي تعزز السلوكيات السلبية وتدفع بالفرد إلى التعاطي وإلى الدخول في عالم الجريمة حينما تكون بيئات غير صالحة للسكن بسبب ما ينتشر بها من سلوكيات ضارة وما تفتقد له من معايير الضبط والاهتمام بشباب الحي، وحينما تفتقد لوجود برامج فاعلة لاحتواء انحرافات الشباب وتقل معدلات اهتمام كبار الحي بسلوك الشباب وتصرفاتهم في الحي. أهمية سياسة حماية الحي من المخدرات أثبتت نتائج البحث العالمي والمحلي أن من أخطر العوامل الاجتماعية التي تؤدي إلى انتشار تعاطي المخدرات وانتشار ثقافة إهدائها وبيعها هي السكن في الأحياء التي تقل فيها معدلات التواصل والضبط الاجتماعي وانخفاض معدلات تقدير الذات بين الأسر وشيوع الإغراءات والمرض والجهل وقلة الاهتمام بالتعليم وبالتخطيط للمستقبل، وتبرز أهمية تصميم سياسات متخصصة لحماية مثل هذه الأحياء من المخدرات، نظرا لما تعمل على معالجته من المشكلات المرتبطة بوعي السكان الصحي والعمل على رفع معدلات المشاركة الاجتماعية وبناء قيم الضبط الاجتماعي. أساليب المواجهة حدد البرنامج تنفيذ مجموعة من البرامج الفاعلة والمثبت صحتها عالميا في الحد من انتشار ظاهرة التعاطي في الأحياء الموبوءة بالمخدرات، فضلا عن مساهمتها في احتواء ومعالجة مشاكل التعاطي وخفض معدلات جريمة بيع المخدرات ومعدلات الانحراف والفقر والجريمة ومن هذه الأساليب: "أسلوب الحماية" ويشمل أسلوب التوعية صحية والتوعية أمنية، وتقدير الذات والحياة والإجراءات ألأمنية والاجتماعية، "أساليب التثقيف والتعليم" تعليم متعدد تثقيف عام، تثقيف بخطر التعاطي والانحراف، "أسلوب التدريب المهني" ويشمل: على تدريب السكان لتنمية مهارات العمل، وتثقيفهم تثقيف مهني متخصص وبرنامج الأسر المنتجة والعمل التشاركي لشباب الحي، "أساليب احتواء وعلاج" ويشمل التدريب على احتواء الانحراف، ومعالجة الاتجاهات للمتوقع تعاطيهم، وتقديم المساعدة المتخصصة طبيا وإرشاديا للسكان الراغبين في التوقف عن مواصلة التعاطي، وتثقيف وتدريب الشباب لمنع تحولهم إلى عالم الجريمة وكذلك معالجة الاتجاهات والقناعات الداعمة لتعاطي المخدرات وبيعها، "أساليب التواصل الاجتماعي" ومنها مشاركة اجتماعية لخدمة الحي، وإصلاح ذات البين وإعادة بناء العلاقات الاجتماعية بين السكان، مساعدة سكان الحي على تنمية مجتمعهم المحلي، وبناء علاقات اجتماعية بين خدمات الحي التعليمية والصحية والأمنية وسكان الحي، لرفع مساهمة السكان في أنشطة مراكز الحي.