جسدت ثلاث فتيات سعوديات، الحياة الثقافية والتراثية للمملكة، وتحديدا المنطقة الشرقية، وقدمن أعمالا فنية، تظهر ما كان عليه الآباء والأجداد من عادات وتقاليد وثقافات، وذلك من خلال مشاركتهن ضمن وفد مركز الملك عبدالله الثقافي العالمي (إثراء) في مناسباته الخارجية. واعتمدت الفتيات على ثقافة بحارة المنطقة الشرقية قديما، ونجحن في ترجمة عبارة «أويامال» التي كان يرددها البحارة أثناء عملهم في البحر، إلى أعمال فنية رائعة. ويؤكد كل من رأى الأعمال الفنية للفتيات أنهن يمتلكن المهارة الكافية في أن يكن مبدعات في المستقبل. وشاركت الفتيات في عدة معارض فنية، واستطعن أن يعرفن الجمهور على ما تشتهر به المملكة من تراث وحضارة، ضاربة في أعماق الأرض، الأمر الذي جعلهن يحظين بإشادة من المسؤولين في تلك المعارض. وفضلت المصممة سناء عبدالواحد ابتكار كرسي على شكل كنبة بمسند متصل للاتكاء عليه عند الجلوس على الأرض. وتقول: «شاركت في عدة معارض، كان آخرها في معرض دبي للتصميم 2018، الذي قدمت فيه عملا فنيا، عبارة عن كرسي مستوحى من عبارة «أويامال» التي كان البحارة في المنطقة الشرقية من المملكة يرددونها في أهازيجهم أثناء الصيد، وهذه العبارة كنت أسمعها وأنا طفلة صغيرة، في سيارة والدي، الذي كان يفضل الاستماع إلى أهازيج بحارة المنطقة». وتضيف «داخل الكرسي، توجد الموجات الصوتية المعبرة لكلمة «أويامال» للتأكيد على تراثية هذه الكلمة وكثرة استخدامها في السابق». وتتابع: «المسند مستوحى من طريقة الاتكاء على المساند، فهو يحتفي بنمط حياة الشرقيين المترف، وقد تم عرض المسند في عشر مدن حول العالم، ونال استحسان الجميع». وتضيف سناء: «اكتسبت خبرتي من عملي في قسم الأبحاث والتطوير في لوس انجلس كمصممة مبرمجة، وأسعى لتطوير إمكاناتي، وأحمد الله أن الكرسي فاز بجائزة «أيه أوورد» الفضية في تصنيف جوائز تصميم الأثاث وقطع الديكور عام 2016 في إيطاليا». وتضيف: «تجسد أعمالي التقاطع بين التاريخ القديم والمعاصر للمملكة العربية السعودية، وتركز على تعزيز الظواهر والسلوكيات الإيجابية في المجتمع السعودي، عبر توظيف التصميم لعكس الحراك الثقافي في المجتمع، وهذا هو دور الفن بجميع أنواعه، إذ يعكس كل ما يدور في المجتمع، ويظهر ويدعم كل ما هو إيجابي، وفي الوقت نفسه، يحارب السلبيات، ولكن بطريقة فنية غير تقليدية». وتتشابه فكرة تصميم الفنانة عهود العمودي، مع فكرة المصممة سناء. وتقول عهود الحاصلة على ماجستير من جامعة في لندن، والبكالوريوس من دار الحكمة في جدة: «التصميم الذي شاركت به خلال المعرض عبارة عن أغطية اللآلئ المستوحاة من ثقافة الغوص وصيد اللؤلؤ التي كان الآباء والأجداد يعملون فيها في المنطقة الشرقية، وقد تأثرت بعبارة «أويامال» كما هو الحال لدى زميلتي سناء، ومن هنا رأيت أن يكون التصميم الخاص بي من قلب الشرقية التي أنتمي لها وأفتخر بها، ومن التراث البحري الذي نحتفل به كل عام». وتقول الفتاة لينة صالح الحاصلة على ماجستير في الفنون من جامعة في لندن: «شاركت في معرض دبي بعدة أعمال، تعكس الخبرات الثقافية والإنسانية». وتضيف «حرصت في هذه الأعمال على التخلص مما هو تقليدي وروتيني، في الوقت نفسه، حرصت على أن أتفاعل مع المحيط الاجتماعي الذي حولي، وأخرج بهذه الأعمال الفنية، التي آمل أن أكون نجحت في تنفيذها بحسب رؤيتي الخاصة». وتضيف: «سعيدة جدا بهذه المشاركة، التي صقلت موهبتي، وجعلتني أكتسب المزيد من الخبرة الفنية، وسعيدة أكثر لأنني مثلت المملكة في هذا المعرض الكبير».