جاء الخروج النصراوي من بطولة زايد للأندية الأبطال محفوفا بكثير من الانتقادات التي قصرت الخروج على أخطاء الحكم الأردني أدهم المخادمة. النصر وإن خرج بفضل اشتراطات الذهاب والإياب، إلا أن الفريق في بطولة زايد وغيرها يُعاني تذبذبا فنيا، بل إنه في مباراة المولودية كان فنيا أقل من أن يتأهل. بطولة الشيخ زايد -رحمه الله- ليست بطولة سهلة وخاصة بعد رفع سقف جوائزها، وستتضح صورة صعوبتها في الأدوار المتقدمة عندما يتم تذويب الأداء الفني في كأس بعض الأساليب الاستفزازية قبل وأثناء المباراة. التحكيم العربي مختلف بين القارتين، وما هو موجود في عُرف التحكيم الآسيوي والدولي لا يُمارسه العرب الأفارقة، بل ويُعدونه من نافلة المباراة لأسباب تتعلق بطبيعة المنافسات الأفريقية. ربما يذهب فريق عربي من آسيا بعيدا، لكني أتصور أن طبيعة الملاعب العربية الأفريقية وطريقة الحكام وممارسات بعض لاعبي المنافس بالإضافة إلى بعض التجاوزات الجماهيرية ستُجهز على الأداء الفني والطموحات، بل وتحيلها إلى سراب. الأندية السعودية معظمها توج بالبطولة على أراضيها أو فوق أراضٍ تلعب المنافسة بالطريقة الصحيحة فوق أرضية الملعب وبرعاية تحكيمية مواكبة لمعايير الاتحاد الدولي، لكن جوائز بطولة زايد -رحمه الله- الضخمة والحالة الراهنة ستُجيز لعرب أفريقيا استخدام كل ما يقع تحت أيديهم من أساليب في ظاهرها النزاهة وفي باطنها الإخلال بميزان المنافسة الميدانية الشريفة.