«كل من عليها فان» الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه الحسنة خالدة بأفعاله وأعماله وأخلاقه الفاضلة الصالحة الخيرة، فالدنيا منقطعة زائلة فانية فلا ينبغي للعبد أن يشتغل بالفاني الزائل عن الباقي الدائم، فالدنيا تجري وتسير مسرعة والنبي -صلى الله عليه وسلم- علمنا كيف نتعامل معها بقوله «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» فنحن في الدنيا أمانات وودائع، والموت يأخذ الأمانات والودائع في فجأة أليمة محزنة يباغت فيها الإنسان ويمتحن فيها المؤمن على قوة إيمانه وصبره فيأخذ على غرة وقد تعددت أسبابه وتلونت أشكاله واختلفت أعماره وتنقلت أوقاته، لا يميز بين الطفل والشاب والشيخ، فالكل له أجل مكتوب وعمره المحسوب عند رب رحيم حليم سبحانه. في يوم الخميس 3/1/1440 انتقل إلى رحمة الله تعالى الأخ الغالي عبدالرحمن بن سعد المقرن أبو فادي (مدير مكتب جريدة الرياضبالخرج). وهو يعتبر عند أهالي محافظة الخرج أحد رموزها الإعلاميين وقد عرف عنه -رحمه الله- حبه لها ولأهاليها، فقد ولد «أبو فادي» في مركز نعجان أواخر الستينيات الهجرية، وبدأ حياته في العمل بسلك التعليم كمعلم، وبعدها قرر الانتقال للعمل بإدارة التعليم بالخرج، حيث تولى موقع مدير العلاقات العامة بها قبل أن ينتقل للعمل في قسم المتابعة بالإدارة، واختتم حياته الوظيفية مشرفا بالمتابعة بتعليم الرياض حتى تقاعده، وهنا تنتهي قصة حياته العملية في العمل الحكومي. أما الحديث عن مشواره الصحفي فيبدأ بعمله مراسلا لصحيفة الرياضبالخرج منذ العام 1400 ليتولى بعد ذلك إدارة مكتب الصحيفة بعد افتتاحه بشكل رسمي، واستمر في هذا الموقع حتى وافته المنية، رحمه االله. هذه السنوات التي قضاها في عالم الصحافة ساهم خلالها الفقيد في التعريف بالمحافظة من خلال الملاحق الصحفية التي تصدرها جريدة الرياض عن الخرج في مناسبات مختلفة، تمكن من خلال جهوده ودرايته وتمكنه من أن يجعلها تستقطب انتباه القراء والمهتمين وكذلك تبهج أهالي الخرج وهم يرون صورا من واقع تاريخهم يتجسد على صفحات الجريدة. لم يكن مستغربا ذلك المشهد حين حضر الصلاة بجامع الملك عبدالعزيز بمحافظة الخرج جمع غفير، فالفقيد عرف بين زملائه بحسن السيرة وتميز الأداء وبين أصدقائه وجيرانه بالصيت الطيب والذكر العطر، نعزي فيه أنفسنا وجميع أسرته وأخص بالعزاء ابنه فادي وزوجته وبناته وإخوانه، والعزاء موصول لأسرته ومحبيه، اللهم اغفر لأخينا أبي فادي وارحمه رحمة واسعة وأنزله الفردوس الأعلى من الجنة «إنا لله وإنا إليه راجعون».