كشف الباحث الكويتي عقيل عيدان تفاصيل حياة الشاعر الكويتي فهد العسكر في أمسية ل«دروازة الفن» وأدارها أحمد الهلال، وحملت عنوان «معصية فهد العسكر» وذلك مساء السبت الماضي بجمعية الثقافة والفنون بالدمام. وافتتح الهلال الأمسية بكلمة عن العسكر فقال: «ولد شاعرا بائسا وعاش شاعرا بائسا ومات شاعرا بائسا، عشق الحرية وتغنى بها وبكاها، ولد في الكويت وترعرع فيها ولم يحدد تاريخ مولده، عاش بعيدا في أفكاره عن مجتمعه وبيئته، فقد بصره وعاش آخر حياته في غرفة مظلمة في سوق واقف، أصيب بمرض عضال وأدخل المستشفى الأميري ومات فيه، ولم يمشِ في جنازته أحد من أهله أو أقاربه أو ذويه أو أصحابه، وبعد وفاته أحرق أكثر شعره والتهمت النيران عصارة فكره». ليتحدث بعدها ضيف الأمسية صاحب المؤلفات الثمانية ومنها «معصية فهد العسكر الوجودية في الوعي الكويتي» عن نشأة العسكر الذي ولد عام 1917 لوالد متدين يعمل إماما لأحد المساجد، ليتأثر فهد بوالده ويتبعه في كل شيء، لدرجة أنه كان يقيم في المسجد. وذكر عيدان أن القراءة أثرت في تحول العسكر فكريا، حيث تأثر بدرجة كبيرة بالشعر العربي وبالمتنبي وأحمد شوقي خصوصا واتضح ذلك في قصيدته «خدعوها»، لكن التحول الأكبر جاء من تأثره بوجودية الشاعر اللبناني «فؤاد بليبل» ليتعلم منه أن الشعر مضاد للوهم، ليدخل بعدها في مشاكل اجتماعية مع من حوله، ليتهم بالزندقة والفسق والجنون وهو ما جعله ينشد: وتحاملوا ظلما وعدوانا علي وأرهقوني - وهناك منهم معشر أفٍ لهم كم ضايقوني وأضاف عيدان: إن أهله أيضا انقلبوا عليه ومنهم أمه التي قيل إنها هي من قامت بحرق أشعار ولدها بعد وفاته، مشيرا إلى أن العسكر كان قد أعد مجموعة شعرية له للنشر بعنوان «الفجر الصادق» وفيه حوالي ألف قصيدة وقطعة شعرية. وعن نهاية حياته قال عيدان: إنه أصيب بمرض التراخوما في عينيه اللتين تشوه محجرهما، لينزوي بعدها في غرفة مظلمة بسوق واقف في المباركية لمدة تتراوح بين سنتين ونصف السنة إلى ثلاث سنوات، أصيب بعدها بالدرن الرئوي ونقل إلى المستشفى الأميري وهناك وافته المنية عام 1951. وقد تخلل الأمسية التي أخرجها محمد هلال مشهد مسرحي قدمه الفنان محمد الموسى، وأغنية مصورة بعنوان «خيرة الروض» لمحمود حسين، ومشهد من مسلسل كويتي استند إلى حياة الشاعر العسكر يصور حرق أشعاره من قبل زوج أخته، فيما ألقى الشاعر عماد العمران إحدى قصائد فهد العسكر.