تحّول مجلس بوخمسين في مدينة المبرزبالأحساء إلى ملتقى للشعر والشعراء، حيث اجتمعوا في أمسية من ليالي الشعر المتنوع، وسهروا على قصائد وأبيات الأمسية الشعرية التي نظمت تحت عنوان «جمرة الإغواء» بحضور حشد من متذوقي الشعر ومحبيه، قدمها الشاعران حسن الربيح الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في الشعر، بدورتها ال 14عام 2010م، والشاعر الشاب حيدر العبدالله الحاصل على جائزة عكاظ. واستهل جلسة المجلس عريف الأمسية أحمد الهلال بفاصل من سيرة ومسيرة الشاعرين، حيث سلط الضوء على إنتاجهما الشعري والجوائز التي حصلا عليها، وسط أجواء غلب عليها التفاعل المباشر والاستمتاع من قبل الحضور بما جادت به قريحة الشاعرين، حيث كانت الأمسية مكتملة الأركان تنقل الشاعران من خلال موجة الكلمة الغزلية إلى الوجدانية في بحور الشعر الذي دغدغ أحاسيس الجمهور الذي صفق كثيرا لكثير من المقاطع الشعرية التي نثرت الإبداع في أركان المجلس التي عمّ أجواءها دفء كلمات الحب والغزل. وكان أول الصادحين في هذه الأمسية الشاعر حسن الربيح، مفتتحا ب 3 قصائد جديدة لم تنشر خص بها مجلس بوخمسين، ليصبح الجو بعد ذلك معطراً بالشعر استنشقه الجمهور قصائد مخملية، من بينها قصيدة «قبضة من ضباب» اعقبتها بعد ذلك قصائد جديدة متنوعة، أما الشاعر الشاب حيدر العبدالله فقرأ قصيدة بعنوان «وردة وصلاة» ثم قصيدة «يشتهيك الشراع» واصلها بقصائد غزلية حركت وجدان الحضور، الذين شاركوا في مداخلات ساخنة بدأها أحمد البقشي، ثم مداخلة للشاعر ناجي الحرز، ثم الشاعر علي النحوي، بعدها كانت المداخلة للشاعر جاسم عساكر، ومحمد البحراني وغيرهم، كما شهد اللقاء حضورا مميزاً وكثيفاً من المتذوقين للشعر، وختاماً، قدمت إدارة المجلس شهادة شكر وتقدير للشاعرين على قبولهما الدعوة. أما السيرة الذاتية للشاعر الربيح، فتميزت بأنه بدأ في كتابة الشعر منذ وقت طويل، وكانت انطلاقته الحقيقية على مقاعد الدراسة الجامعية، حيث اتسمت بالإطلاع الواسع على الكثير من التجارب الشعرية القديمة منها والحديثة، إضافة إلى بعض الدراسات الأدبية والنقدية المتنوعة، وهو حاصل على جوائز شعرية عدة من بينها جائزة الشارقة للإبداع العربي في الشعر، وقال عنه الشاعر جاسم الصحيح: «لتلك هي الرحلة التي تمتد في عيون قصائده إبداعا وجمالا». أما الشاعر الشاب حيدر العبدالله، فظهرت تباشير موهبته الشعرية منذ أن كان طالبا في المرحلة الابتدائية، حيث أكد أنه كتب خرابيشه الأولى «كما وصفها» في الصف الرابع الإبتدائي، حيث أحب الشعر كثيرا في تلك البدايات، كما أن شقيقته التي تكبره سقت ورعت موهبته من خلال تقديم المكافآت المادية له كجوائز نقدية تحفزه على حفظ القصائد الشعرية التي كانت تكتبها له، مشيرا إلى أنه ممتن لهذه الرعاية التي أوصلته إلى مرحلة كتابة الشعر وإتقانه، وقال عنه الشاعر الصحيح: «إن حيدر ولد على قمة إبداعية عالية، تسلق الفضاء على ما هو أعلى».