الولادة هي واحدة من أهم الأحداث المثيرة والهامة كونها حدثا اختلطت فيها مشاعر الفرح والخوف والمسؤولية مع بعضها البعض، فشعورك بالفرِح لأنك بانتظار مولودك الجديد، وينتابك شعور بالخوف والقلق على حياة الأم وهي في حالة المخاض، وأما إحساسك بالمسؤولية كونك أباً وأحيانا قد يسيطر بعضها على البعض الآخر، وخاصة عند حدوث ولادة مبكرة ونتج عنها ولادة طفل خديج. فالأطفال الخدج أولئك الذين يولدون قبل الموعد المتوقع للولادة وعادةً يعاني هؤلاء الأطفال مشاكل صحية وطبية معقدة تستلزم عناية فائقة، وتزداد خطورة تلك المشاكل وتتطوّر المضاعفات كلما كانت الولادة مبكّرة بشكل أكبر، ولهذا السبب يوضع في حاضنة خاصة لتكون بمثابة بطن الأم، وتعد وحدة المواليد والعناية المركزة للأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وإشراف دقيق ومباشر عندما يولدون في وقت مبكر جداً، حيث تكون أجسامهم غير متطورة بما فيه الكفاية، وأنا من الأشخاص الذين رزقوا بهذه الحالة من المواليد، وكنت أتردد على مستشفى الولادة يومياً تقريباً لمدة شهرين، وكنت أشاهد تلك الحاضنات المجهزة لمتابعة وظائف الجسم الحيوية، وبمتابعة دقيقة على مدار الساعة من قبل الكادر الطبي، لكي يبقى أبناؤنا على قيد الحياة، فالجنين عادة يكون غير مكتمل النمو وهو الأمر الذي يحتاج إلى إبقائه في الحاضنة لاستكمال المدة المتبقية لولادته الطبيعية ونمو الأعضاء، وهذا ما يسبب تكدس الأطفال في الغرف المخصصة لهم مما يضطرهم إلى وضعهم في ممرات العناية المركزة. ولا ننكر أن الرعاية الطبية في مستشفى الولادة بالأحساء مرتفعة والاهتمام الطبي على مستوى عال سواء للأم أو الطفل، كما أن الأجهزة الطبية داخل المستشفى متقدمة ومتطورة ولذا نلاحظ أن أغلب المستشفيات الخاصة تقوم بتحويل بعض الحالات الحرجة للمستشفى الحكومي، ولكن الكثرة تغلب الشجاعة فكثرة عدد المراجعات لمستشفى الولادة والأطفال والذي يعد الوحيد على مستوى الأحساء، فيترتب عليه طول مواعيد الانتظار وقلة عدد الغرف الخاصة، فمستشفى الولادة يعد من المستشفيات التي تحتاج إلى توسعة بسبب زيادة النمو السكاني المتزايد بالمحافظة، فمنذُ افتتاحه في عام 1419ه وسعته السريرية 220 سريراً ويقع في مخطط عين النجم شمالاً غرب مدينة الهفوف، ولم يكن اختيار موقع المستشفى موفقاً فهو يقع في حي محاصر بالسكك الحديدية حيث تُغلق الطرق عند مرور القطار، فلك أن تتصور عند مرور قطار البضائع ينتظر قاصدو مستشفى الولادة أكثر من ربع ساعة حيث تتكدس فيها السيارات بعد مرور القطار وبانتظار الإشارة الضوئية وقد تلد الأم في السيارة قبل وصولها للمستشفى وكثيراً سمعنا بقصص كهذه، ولا يمكن توسعة المستشفى في مكانه الحالي ففي فنائه مستشفى الشيخ راشد الراشد للأطفال، والحي المحيط به مكتظ بالعمائر والفلل السكنية، فتجد زحام السيارات من الساعة السابعة صباحاً إلى الثانية والنصف مساءً، والحل هو نقل المستشفى عن مكان الأحياء أو إيجاد مستشفى آخر للولادة يخدم سكان القرى ويقصر المسافة بحكم التمدد العمراني للأحساء في مختلف الاتجاهات، وكلنا ثقة بوزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة للنظر في إنشاء مستشفى ثان للولادة لخدمة أهالي المحافظة.