تتعرض بلادنا هذه الأيام لواحدة من أشرس الحملات في تاريخها ويوظف الذين يقفون وراءها حسابات وهمية وأخرى مأجورة أو تابعة مباشرة لجهات معروفة بعدائها، ليس للمملكة فقط بل للمسلمين والعرب وقضاياهم وإن كانت تدعي الدفاع عن قضايا الأمة ومصالحها والمؤسف أن دعاوى هؤلاء تجد أحيانا من يساهم في نشرها وإشاعتها بقصد أو غير قصد كما أن من بين هذه المصادر مواقع مأجورة تدعي أنها مواقع إخبارية مثل تلك التي كشف عنها مؤخرا تقرير لوكالة رويترز العالمية ورد فيه أن الحملة الإعلامية ضد المملكة تجري عبر حسابات وهمية ومواقع إخبارية كاذبة ذكر التقرير منها (53) موقعا يديرها شخص مصري اسمه محمد طرابية وأن متابعة هذه الحسابات وتحليل محتواها أثبت أنها تعمل ضمن شبكة واحدة وأنها اشتركت جميعا في نشر معلومات زائفة ومضللة عن بعض الأحداث التي جرت مؤخرا خاصة قضية مقتل خاشقجي ومن هذه المواقع (الأوطان) الذي تم إنشاؤه بالتزامن مع هذه القضية وتهدف هذه المواقع إلى بث الإحباط بين المواطنين وإضعاف روحهم المعنوية وإثارة النعرات الطائفية والقبلية بينهم والتقرير الذي نشرته رويترز يتفق مع التقارير الأمنية والصحفية التي تحدثت عن الحرب الإلكترونية التي تشنها نفس الجهات والمواقع والشبكات التي تلتقي مع الجهات التي ذكرها التقرير بأنها جميعا من منبع واحد هو النظام الطائفي الفارسي والتابع الجديد لهذا النظام في قطر وقد اتضح ذلك بالممارسات التي صدرت من الطرفين وخاصة التفرغ الكامل لوسائل الإعلام القطرية لتوظيف قضية خاشقجي للهجوم على المملكة كما يجمع بين هذه الحملات أنها تبدو بوضوح عملا موجها ومخططا له وليس أنشطة فردية بل هي جهد مؤسسي يعمل ليل نهار على تحقيق أهدافه ويستغل في ذلك قضايا عالمية ويصورها أنها محلية مثل البطالة والغلاء وغيرها بقصد التحريض وإضعاف الولاء للوطن وبث اليأس والشكوك والإحباط ويستخدم في ذلك أسماء وهمية تبدو في ظاهرها أنها أسماء لمواطنين ينتمون إلى أسر وقبائل معروفة حتى تنطلي أكاذيبهم على زوار هذه الشبكات والمواقع وهم يتوهمون أن الشعب السعودي وخاصة الشباب فريسة سهلة لخداعهم لأنهم يجهلون حقيقة وعي هذا الشباب وانتمائه وولائه لوطنه وقيادته وإدراكه أن وطنه مستهدف من قوى إقليمية معادية يعرفها جيدا كما أنه يعرف مصدر الإشاعات والافتراءات ولو أن هؤلاء الواهمين تابعوا ردود بعض المواطنين على أكاذيبهم لأدركوا كم هي كبيرة خيبتهم وكم هو فشلهم ولو أنهم تابعوا الأصوات الصادقة والحرة من محبي المملكة وأصدقائها لعرفوا أن محاولاتهم لن تجدي نفعا وأن سعيهم لتشويه صورة المملكة والإساءة إليها لن يلقى إلا الخيبة والخزي، أما من استطاعوا خداعهم فهم شرذمة قليلون إما أن يكتشفوا ذات يوم أنهم ضحية لخداع من ضللهم ويعودوا إلى رشدهم أو يظلوا على عماهم في صف قوى الشر والافتراء غير مأسوف عليهم ومع ذلك فإن المطلوب من كل مواطن شريف أن يتصدى لهؤلاء كلما وجد إلى ذلك سبيلا فالمواطن هو أصدق منبر لمواجهة هؤلاء وفضحهم ودفعهم ليكتشفوا أن معركتهم خاسرة وأنه يصدق فيهم قول الشاعر: كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ. وستظل المملكة – بإذن الله - كما كانت دائما تمضي في مسيرتها غير عابئة بما يكيدون وقادرة على رد سهام البغي لتعود إلى صدور أصحابها إذا لم يسبقها إليهم الموت كمدا وغلا وحسرة.