جلب النفط لنا ثروة كبيرة، ولكن التركيز على النفط والغاز سمح لنا بتجاهل العديد من الموارد الأخرى التي بالكاد استثمرنا فيها، مثل تطوير المعادن، وموقعنا الجغرافي كمركز تجاري محتمل، ومزايانا الثقافية والمجتمعية والديموغرافية والاقتصادية الغنية، والتي تمكننا من القيام بدور رائد في هذا العالم، وربما أعظم مورد لنا هو شعبنا نفسه، فمع وجود الشباب الطموح، لا شيء سوف يقف أمامنا. يمكننا أن نرى بالفعل بعض الأشياء الجيدة التي حدثت في المملكة منذ أن تم البدء بتحقيق الرؤية في عام 2016م، في الشمال الغربي، هناك خطط جارية لبناء مدينة جديدة بالكامل تعتمد على التقنيات الجديدة، وهي مدينة تدعى نيوم. كما أن أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم قيد الإنشاء، والتي سوف تستفيد من أغنى مصدر في المملكة العربية السعودية، وهو أشعة الشمس، وكذلك تم إنشاء وزارة جديدة للثقافة من أجل فتح الباب لمزيد من الفن والترفيه، ولقد ازداد النمو الاقتصادي، وانخفض معدل البطالة، والنساء يقدن بعد حوالي 40 عاماً من الحظر غير الرسمي. كما أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: «أنا أدعم المملكة العربية السعودية، ونصف المملكة العربية السعودية من النساء. لذلك أنا أؤيد النساء»، كل هذه الأشياء حدثت فقط في أول سنتين منذ إعلان الرؤية، بالإضافة إلى الكثير من الأشياء الإيجابية التي حدثت بالفعل وستحدث في المستقبل، هذه الأحلام قابلة للتحقيق لأنني وسعوديين آخرين نؤمن بالرؤية، ونحن مستعدون لبذل أقصى جهودنا لجعلها حقيقة. كل دولة على وجه الأرض تريد أن تحصل على أفضل حياة ممكنة لشعوبها، وكل شخص يريد أن يكون في أفضل بلد في العالم، ونحن نعلم جميعا أن أفضل فرصة للتحسين تأتي مع هذه الرؤية، والتغيير يتطلب العمل الشاق. أتذكر مشاهدة مقابلة أجريت مع صاحب السمو الملكي على شاشة التلفزيون، لقد استمعت إلى كلماته بعناية، لكنني أيضاً أوليت اهتماما خاصاً لمكتبه الذي يمضي وقته فيه للعمل على الرؤية مع فريقه، سألته المذيعة: «هل هذا هو المكان الذي تقضي فيه طوال الليل؟» فأجاب: «نعم، وكذلك، جميع الوزراء اعتادوا قضاء معظم لياليهم في هذه المكاتب». كمواطن سعودي أشعر بالفخر من تفاني قيادتنا لإجراء التغييرات التي تحدث في المملكة، عندما أرى أن ولي العهد وفريقه يعملون ليلاً ونهاراً كل يوم لمجرد إنجاز الرؤية من أجل النهوض بالمملكة، فإن ذلك ينعكس عليّ حقًا. أسأل نفسي، ما هو دوري هنا، وما الذي أحتاجه للمساعدة في جعل هذه الرؤية حقيقة؟ ليس أنا فقط، ولكن كل الشباب السعوديين، نحن بحاجة إلى بذل قصارى جهدنا وإعطاء كل الطاقة لتحقيق حلمنا، سوف نحتاج إلى العمل بجد والتكاتف مع حكومتنا لإنجاحها. إذا فعلنا ذلك، فلا شيء سيقف في طريقنا. وطموحنا عنان السماء.