قال تعالى:{ تبارك الله أحسن الخالقين}، ذكر الله سبحانه وتعالى أنه أحسن الخالقين، والخلق هو عملية الإنشاء أو الابتكار، أنشأ الله هذا الكون بتفاصيله ومعجزاته ودورته المتقنة وخلقنا لتكتمل روعة الابتكار وأودع فينا من الأسرار والمعجزات ما يكفي لنوحده ونشهد بأنه العظيم المدبر. سخر بعض العقول لتكتشف اللغات والأرقام ومن ثم العلوم التي تساعدنا على العيش والعلوم التي تنهض بِنَا وترفع مقامنا، ومازالت أنواع العلوم تظهر وتغير حياتنا وتنقلنا من حقبة إلى حقبة وصولا إلى زمن الذكاء الاصطناعي وتقنية النانو، يظل هذا كله شيئا بسيطا من إعجاز الكون وعظمة خلق الله فينا وفي العقول التي خلقها، قال تعالى:{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }. ما دفعني لهذا التأمل هو منظر القمر المكتمل والغيوم الكثيفة حوله، مشهد آسر حاولت التقاط صور له لكن لم ترضني أي واحدة منها، أغلقت هاتفي واستكملت التأمل فمهما كانت دقة الكاميرا لن تصل لجمال الصورة التي تلتقطها العين، تبارك الله أحسن الخالقين. لوحة عُلقت في متحف عالمي، فيها من التفاصيل والسحر ما يُبهر العين ولو أطلت النظر والتفكير لتوصلت أنها محاكاة لأشياء خلقها الله. كائنات حية حيوانية ونباتية جميلة جدا وغريبة نرى لها صورا ورسومات من قارات أخرى، تخبرنا عن عظمة خلق الله وتنوعه وعجزنا عن الوصول ومعرفة كل ما هو معجز وبديع على هذا الكون. الإبداع والابتكار والتزود بالعلم جزء من رسالتنا على الأرض وعبادة إن احتسبناها كذلك. هناك الكثير من العلم بمختلف أنواعه سخرنا الله للوصول له، لكن ينبغي أن نسعى جاهدين لنيله ودعم من وضع الله فيهم مقوماته. دمتم بابتكار وإبداع.