أكد عدد من الخبراء المشاركين في أسبوع جيتكس للتقنية بدبي، على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتوافر اليوم ما زالت في مراحلها الأولى، ولا يزال أمامها الكثير من التحولات، في الوقت الذي يعد فرصة كبرى لتطوير مستقبل المدن، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة نهاية الدور البشري، وذلك أن «تقنية الذكاء الاصطناعي» ستستهم في تعزيز كفاءة الأداء والقيام بالوظائف الزائدة عن الحاجة، من خلال تبسيط المهام التي يقوم بها البشر في الدوائر الحكومية ومختلف عمليات تشغيل المدينة، أما الخطوة التالية لتطور الذكاء الاصطناعي فستتمحور حول شرح كيفية عمل هذه التقنيات للناس، وبالتالي تحويل المدن وكذلك أفكار المجتمع وطريقة أداء الأعمال إلى أساليب وطرق أكثر تطورا. سهولة الحياة وصف عالم البيانات محمد شوكوهي مصطلح «الذكاء الاصطناعي» بأنه أجمل فكرة موجودة اليوم، وقال: هذه التقنية لا تتعلق فقط بتوفير التكاليف التي تتحملها الشركات، ولكنها أيضاً تتعلق بإنقاذ أرواح البشر، وإضافة المزيد من الرفاهية والسهولة لحياتنا. من جهته قدم المشارك رينيل باراميل مثالاً عن المزايا الاجتماعية والبيئية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، متحدثاً عن مدينة سان ماتيو، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وكيف تم تثبيت مراوح طرد لدفع الهواء الملوث في مواقف السيارات التي تتكدس في طوابير متحركة بحثاً عن أماكن شاغرة فتزيد الانبعاثات الضارة. كما استعرض استشاري الابتكار والإستراتيجيات أندري بيلوزيروف التجربة الروسية في تثبيت كاميرات مدعمة بتقنية الذكاء الاصطناعي على بوابات دخول الملاعب في كأس العالم لكرة القدم 2018، والتي أتاحت للأمن منع دخول العناصر غير المرغوب بها إلى الملاعب. قطاع التأمين فيما تستمر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الوصول لقطاعات خدمية متنوعة، ومنها مجال التأمين، حيث استعرض رئيس الذكاء الاصطناعي لدى إحدى شركات التأمين جيرو جانكيل أحدث الحلول الذكية التي طبقتها الشركة والتي تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات، ويقوم هذا البرنامج بتحليل النصوص وفهم المعاني وبناء سياسات منطقية. وأضاف جيرو أن هذا البرنامج يعمل وفق إدراك آلي لتعزيز الوقاية من المخاطر، عبر إجراء تقييم سريع وتقديم الحلول المناسبة، لإعادة ضبط أي انحرافات تخالف توقعات العملاء، وتحسن الخدمة من خلال إتاحة الفرصة لشركة التأمين لإجراء أبحاث أكثر عمقاً عن المخاطر وتعزيز قدرتها على تقديم قيمة مضافة للعملاء. كما تحدث جيرو عن أول مشروع قدمته شركة التأمين في عام 2017، حيث طبقوا تقنية الذكاء الاصطناعي لإعداد تقارير مطالبات الإصابات البشرية ومراجعة التقارير الطبية، وقال: «لقد ساعدتنا هذه التقنية على خفض زمن معالجة الطلب من 58 دقيقة إلى 5 ثوان فقط كما ساعدتنا على توفير 40 ألف ساعة عمل سنوياً». وذكر جيرو أن الأمور التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها، وتتمثل بأضعاف مضاعفة من البيانات لتحليل المعلومات وذلك على عكس البشر الذين يجيدون اتخاذ القرار وفق ما لديهم من معطيات. التحول الثوري وقدم الرئيس السابق لإحدى الشركات التقنية براين ماك برايد في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر السوق الرقمية ضمن فعاليات «جيتكس لنجوم المستقبل»، شرحاً حول تأثير التحول على كل الصناعات، وأن هذا التأثير يتعاظم بوتيرة متسارعة خصوصاً لدى الأعمال التي تتواصل مع العملاء، مؤكداً على أنه لا خيار آخر أمام الشركات والمؤسسات سوى تحويل وتطوير أدائها. وقال براين: «لا مجال للشك في أن التقنيات المتطورة تسهم بشكل دراماتيكي في زيادة أعداد الشركات العملاقة التي اختفت من السوق، وكان العمر الافتراضي للشركات في العام السابق مقدراً بنحو 60 عاماً، أما هذا العام فإن المتوسط هو 20 عاماً، إن دورة حياة الشركات تنضغط تحت وطأة هذا التطور المتسارع، ورسالتي لكم هي إما أن تتطوروا أو انتظروا نهاية أعمالكم».