على الرغم من الثورة التي أحدثها استخدام «البوتوكس» في عالم التجميل حيث اعتبره العديد من النساء الحل السحري لهن في التخلص من التجاعيد إلا أنه لايزال هناك خطأ شائع حول استخدامه لأغراض تجميلية فقط بينما أكد الاختصاصيون أن «البوتوكس» يستخدم للتجميل والعلاج في وقت واحد وهو ما يتطلب إعادة النظر في استخداماته. أشار أخصائي علوم أمراض الفم والتشخيص د. سعود الهزاع الحائز على درجة الدبلوم في البوتوكس والفلير من جامعة جنوى الإيطالية أنه لدى الكثير من الناس مفهوم خاطئ حول البوتوكس والفلير إذ يعتقدون أنه علاج تجميلي فقط وفي الحقيقة أنه تجميلي وعلاجي في ذات الوقت، لذلك أول اكتشاف تم للبوتوكس كان لعلاج الحول وارتخاء العينين. تجاعيد الوجه وكشف د. الهزاع عن استخدامات البوتوكس في الحالات التجميلية التي من بينها إزالة تجاعيد الوجه، إضافة إلى علاج الابتسامة النثوية وتضخم عضلات الوجه، أما في الشق العلاجي فهناك استخدامات كثيرة مثل الصداع والشقيقة، آلام عضلات الوجه وانقباضاتها إلى جانب علاج صرير الأسنان. نتائج مبهرة وذكرت إحدى المستخدمات للبوتوكس في الحالات العلاجية تحتفظ «اليوم» باسمها، أنها كانت تعاني من الشقيقة (الصداع النصفي) منذ أكثر من 17 عاما، تدرجت خلالها من المسكنات العادية إلى الأقوى والتي لا تُصرف إلا بوصفة طبية إضافة إلى تجارب الطب البديل، موضحة أن إحدى زميلاتها نصحتها بتجربة البوتوكس كعلاج وقائي، وبعد القراءة قررت الخوض بالتجربة مضيفة إن توفر العلاج بالمستشفيات الحكومية في الإمارات زاد اطمئنانها أكثر، مبينة أن النتائج كانت مبهرة وتعتبره أفضل علاج قامت بتجريبه إلا أن الألم المؤقت بعد جلسة الإبر يعد المشكلة الوحيدة «إن صح تسميتها». تجربة مشابهة وأيدت زكية العقيل ذلك بحكم تجربتها المشابهة، إذ كانت تعاني أيضا من صداع يلازمها في أكثر الأوقات، فلجأت للبوتوكس الذي لاحظت بعده نتائج إيجابية جعلتها تستغني عن استخدام مسكنات الألم وتكرر ذلك مدة خمس سنوات بمختلف المستشفيات وكانت جميعها نتائجها واحدة، الأمر الذي حفزها لإٍسداء نصيحة التجربة لكل من تعاني من آلام الصداع المستمر. عادة روتينية وخاضت لانا التميمي تجربة البوتوكس التجميلي خاصة للحواجب والجبين وحول العين، مشيرة الى أن النتائج كانت مرضية ولم تواجه أي صعوبات أو مشكلات، بحكم اطلاعها السابق عن الموضوع وبحثها الدقيق الفاحص عن عيادة جيدة وطبيب مختص، الأمر الذي جعل البوتوكس عادة روتينية لها، عمرها ثلاث سنوات في حياتها. حاجة حقيقية من جهةٍ أخرى أكد استشاري الجلدية والمُحاضر السعودي المختص بعلوم مقاومة الشيخوخة وطب التجميل د. سعد الصقير أن البوتوكس التجميلي يتكون من بروتين نقي ناتج من بكتيريا كلوستريديوم بوتيولينوم الذي يقوم بتقليل نشاط العضلات التي تسبب التجاعيد، وتظهر نتائجه خلال أيام وتستمر إلى 4 شهور، موضحا أنه يمكن حقن البوتوكس للجنسين من سن الثامنة عشرة وما فوق شريطة وجود حاجة حقيقية فكلما تم علاج المشكلة في بدايتها كان علاجها أسهل وأكثر فعالية، وذلك لأن علاج البشرة في سن الشباب أسهل من علاجها للمتقدمين في السن من حيث احتواء آثار الحقن، مضيفا إن الأشخاص الذين يناسبهم البوتوكس هم أصحاب التجاعيد التي تنشأ عن التعابير بسبب انقباض الوجه، إلى جانب الأشخاص ذوي التجاعيد الثابتة التي تظهر دون أي حركة للوجه، مشيرا الى أن النتائج بهذه الحالة تكون أبطأ وأقل. إدمان فسيولوجي وأضاف د. الصقير إن الأطباء أثبتوا أن الدواء والمواد الموجودة في البوتوكس لا تسبب أي إدمان فسيولوجي وأن آثار بقائه في الجسم غير دائمة، ولكن المسألة تأتي من منظور آخر وهو أنه بعدما يقوم الشخص بعلاج تلك التجاعيد يحصل على نتيجة تعطيه مظهرا أصغر من سنه وبشرة سلسة نضرة وأكثر جاذبية، وبطبيعة الحال هذه النتيجة مؤقتة فعندما تبدأ علامات التجاعيد بالظهور مرة أخرى تتكون لدى المريض رغبة في تكرار الحقن. وأردف قائلا: إن تشويه تعابير الوجه وارد عند استخدام جرعة زائدة أو عدم اختيار مكان الحقن المناسب، مشددا على أهمية اختيار الطبيب، للحصول على نتيجة بنظرة طبيعية. منظور قانوني وأوضح المستشار المحامي سعود آل طالب أنه يجب عدم اللجوء إلى البوتوكس إلا لضرورة مُلحة لمضاعفته المعتادة، أو إذا اضطر لاستخدامه وفي هذه الحالة يجب أن يعرف المستخدم حقوقه ويأخذ ما يثبت العملية، مؤكدا أهمية إبرام عقد يحفظ فيه ضماناته، إضافة إلى الإحاطة والإلمام بتفاصيل الموضوع من بينها التكلفة والمواد المستخدمة ومدتها، إضافة للأضرار المتوقعة والآثار الجانبية، مشددا على أن الحالات التجميلية لابد أن تكون بواسطة أياد مختصة ودقيقة تحمل الخبرة وتحفظ حقوق المراجع أو المريض. وأضاف آل طالب إنه في حال ثبوت الخطأ الطبي الذي يترتب عليه تعويضات وفقا للمادة (27) من نظام مزاولة المهن الصحية السعودية، فإنه يكون بالأخذ بالديات المقررة شرعا وتطبيقها كاملة من قبل الهيئة الصحية الشرعية عند تقدير التعويض عن الضرر الناشئ عن الخطأ الطبي، سواء ما تعلق بالنفس أو ما دون النفس، بحيث يكون التعويض عادلا كافيا لجبر كل الأضرار التي لحقت بالمريض سواء كانت أضرارا مادية، أو أدبية، وقد تصل التعويضات إلى عشرات الملايين حسب مقدار الضرر وفوات المنفعة.