بادئ ذي بدء لنتفق جميعا أن الشخص الوحيد الذي يتحكم في كل ما يحدث في الملعب من أمور قانونية هو حكم الساحة الرئيسي، ووجود الحكام المساعدين والحكم الرابع وربما حكام خط المرمى وحكام تقنية الفيديو ما هم الا عوامل تساعد الحكم ليحقق الحد الأعلى من العدالة التحكيمية ولنضع خطين تحت كلمة الأعلى! غالبا ما يتأمل جميع متابعي كرة القدم أن تتحقق العدالة التامة تحكيميا، لكن ذلك مستحيل لأن أي حكم مهما علا مستواه معرض للخطأ وإيجاد تقنية الفيديو تم استحداثها لتقلل من الأخطاء البشرية قدر الإمكان ولكن لا تلغيها! جماهير الأندية لا تريد تقنية VAR عادلة بل انتقائية تضمن لفريقها أن يتحصل على جميع حقوقه التحكيمية ولا يعنيه أن يتحصل منافسه على نفس القدر من العدل، ومنذ بداية الموسم شن عديد من الإعلاميين ومنسوبي الأندية حملات متكررة على من يتحكم في هذه التقنية، برغم أنها مع مرور 5 جولات أثبتت جودتها بنسبة عالية ولم تخل من الأخطاء، ولكنها كانت متوقعة كون أن ما يحدث لدينا مشابه بصورة كبيرة لما يحدث في أي مكان في العالم يستخدم هذه التقنية! أثناء سير المباريات تحدث حالات كثيرة وحكام الفيديو يتخاطبون بصورة مستمرة مع حكم الساحة، لكنه هو من يقرر إن كان سيرجع للفيديو أم لا فيكفي ان يقول لهم (انا قريب من الحالة ولا تحتاج مراجعة) بينما نحن من نتفرج على التلفزيون نصر ان الحكم كان لا بد له أن يتراجع عن قراره ونصب جام غضبنا على حكام ال VAR اعتقادا منا بأنهم لم ينبهوا الحكم للحالة! حتى الجولة الخامسة جميع الأهداف التي ألغيت بسبب التسلل أثبتت صحة تدخل حكام ال VAR باستثناء هدف الباطن على الهلال، والذي احتسبه الحكم برغم أن الإعادات أوضحت التسلل ولكن هناك الكثير من الحالات الجدلية داخل منطقة الجزاء التي لم يتخذ فيها حكام الساحة القرارات الصحيحة، وبرغم أنها تثير الجماهير الا ان عدم اتخاذ القرار الصحيح فيها يعود لحكم المباراة وليس لمن يجلس على الفيديو! في النهاية هذه التقنية لم يتم إقرارها في ملاعبنا لخدمة فريق معين أو لظلم فريق آخر كما يردد البعض، ولكنها وضعت لتحقيق أعلى درجات العدالة، وللمعلومية فإن الحكم الرابع لا ناقة له ولا جمل مع هذه التقنية مهما حاول البعض التلميح بأنهم من يتحكمون بها! لكل الهلاليين بعد خسارة الزمالك (حلاوة كرة القدم أحيانا في قساوتها)!