من بعد إقرار مجلس الاتحاد الدولي للتشريعات والقوانين (IFAB) على استخدام تقنية الفيديو المساعد للحكام (VAR)، إذ تم استخدامها بشكل فعال في أقوى بطولة على مستوى الكرة الأرضية وهي بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، على الرغم من تباين ردود الأفعال من مؤيدين أو معارضين على استخدام تقنية ال(VAR) للحالات الجدلية، بل أصبحت هذه التقنية جدلية للفئة المعارضة. وبعد انتهاء بطولة كأس العالم، بدأت بعض الدوريات الأوروبية الكبيرة في تطبيق تقنية ال(VAR) ما عدا الدوري الإنجليزي والألماني، على الرغم من التقدم التكنولوجي لهذين البلدين إلا أنهما أصرَّا على عدم البداية في تطبيق هذه التقنية في الموسم الرياضي الحالي تحديداً، نظير عدم الاستعداد لها من طواقم تحكيمية وكذلك فنيين، وأيضًا تجهيز بعض الملاعب في التجهيزات المخصصة لهذه التقنية، ولكن الدوريات الأوروبية الأخرى التي قامت بتطبيقها، أدركت بالفائدة المرجوة لها، وأصبحت تعتمد عليها بشكل أساسي ورئيس في مبارياتها. كما ذكرنا سلفًا أن الدوري الألماني لم يطبقها، وشاهدنا مباراة الكلاسيكو الألماني بين بيروسيا درتموند وبايرن ميونيخ مطلع الأسبوع الماضي، والأخطاء التحكيمية الفادحة في هذه المباراة، لاسيما أن المتابعين الرياضيين قد ذكروا أنه لو افترضنا وجود تقنية ال(VAR) في هذه المباراة تحديداً، لتجنب الحكم الوقوع في هذه الأخطاء التحكيمية في قمة الدوري الألماني، لاسيما أنها مباراة مفصلية لصدارة الدوري الألماني والتي فاز فيها فريق بروسيا درتموند، وكذلك الدوري الإنجليزي شهد أخطاء تحكيمية فادحة في بعض مباريات البطولة الإنجليزية العريقة والأقوى على مستوى العالم، من احتساب ضربات جزاء غير صحيحة وأهداف تسلل، لذلك قرر المسؤولون القائمون على الدوري الإنجليزي الإعلان الرسمي على استخدام تقنية ال(VAR) ابتداء من الموسم الرياضي القادم، لمعالجة الأخطاء التحكيمية الفادحة، إذ تُعَدُّ إنجلترا من مؤسسي لعبة كرة القدم منذ تاريخ هذه اللعبة وأيضاً من وضعت قوانينها، إذ إن الاعتراف بتطبيق تقنية ال(VAR) في الدوري الإنجليزي القوي، دليل على أن التقنية أصبحت واقعًا لا مفر منه، وأصبحت جزءًا من لعبة كرة القدم. لذلك على المتابع الرياضي أن يدرك أن تقنية ال(VAR) إذا تم تطبيقها لا يمكن إلغاؤها، أو محاولة المطالبة بإلغائها، طالما أيضاً تم الاعتراف بها من مجلس الاتحاد الدولي للتشريعات والقوانين، وكذلك بعض الدوريات الأوروبية، إذن ينبغي علينا قبول نتائج تقنية ال(VAR)، وأن ما يحدث من ردود الفعل المتباينة وهو أمر طبيعي في مواجهة تطبيق أي تقنية جديدة، ولكن مع مرور الوقت سوف يصبح الأمر طبيعيًا أيضاً على المعارضين لهذه التقنية.