كتبتُ في جريدة «الرياض» مقالا بعنوان «الفار وما أدراك ما الفار» في يوم الجمعة 12 / 2 / 1441ه، 11 / 10 / 2019م، بالعدد رقم «18736»، وأعود مجدداً لما يدور في غرفة «VAR» الفار المظلمة، حيث إن الاتحاد السعودي لكرة القدم أوجد هذه التقنية لتحقيق العدالة التحكيمية وإعطاء كل ذي حقٍ حقه بما قد يغيب عن الحكم ومساعديه من أخطاء أو أحداث ترصدها كاميرا الفار، وتم تطبيق هذه التقنية في المسابقات الرياضية المحلية، وكانت مصدر سعادة الوسط الرياضي والتي أحدثت نقلة كبيرة في المنافسات المحلية من أول تطبيق لها قبل موسمين، كانت «VAR» مميزة، وأعادت كثيرا من الحقوق لأصحابها، وكان أيضاً وجود الحكم الأجنبي في ذلك الموسم على مستوى عال يليق بمسابقاتنا التي دفعت لها مبالغ طائلة، ولرغبة كل فريق تحقيق طموحه، ولكن المتابع الرياضي شاهد خلال الموسم الأخير والحالي تباينا في تقنية «الفار» عن الموسم الأول الذي طبقت فيه، وإن صح التعبير هذا الموسم أشد من سابقه من حيث سوء إخراج اللقطات بالرغم من تأكيد الاتحاد الدولي على الاتحادات المحلية التي ترغب باستخدام تقنية الفار أن تكون ل»VAR» كاميرات خاصة لا تقل عن 12 كاميرا داخل الملعب من زوايا مختلفة تساعد حكام الفيديو على مشاهدة اللقطات الجدلية أو التي ربما لها تأثير على سير المباراة حسب تحديد المادة الخامسة من القانون، ولها أربع حالات لينقلها لحكم الساحة بالصورة المطلوبة أو يطلب الحكم مشاهدة اللقطة، هنا لا نحمّل حكم الفيديو وحده مسؤولية سوء عرض اللقطة أو عدم عرضها بالشكل الصحيح، ولكن الإخراج أيضاً يتحمل نصيبه من ذلك فنشاهد لقطة تعرض بشكل سريع لا يستطيع الحكم الجزم بها، أو تكون من زاوية غير واضحة ونشاهدها تعرض بوقت لاحق من زاوية واضحة وكأن هناك استفزازا، ولا نجزم بذلك، وقد شاهدنا الحكم الدولي السابق فهد المرداسي يعرض في أحد البرامج الرياضية عن تضرر عدد من الأندية من عدم احتساب ضربات الجزاء وما هو معروف بأن ضربة الجزاء تكون من القرارات المؤثرة تحكيمياً وتقلب نتيجة المباراة في كثير من الأحيان، ولكن ربما أن بعض مخرجي المباريات قليلي الخبرة أو ربما أن البعض منهم أقول ربما وليس يقيناً يتحكم به الميول، وهم إن وجدوا قلة - إن شاء الله -، وسطنا الرياضي محتقن وليس بحاجة لمثل هذه الأخطاء البدائية من المخرجين التي تحدث وتتكرر ونشاهد للأسف بعد الكثير من المباريات أغلب المحللين التحكيميين يجمعون على عدم صحة احتساب إما هدفا أو ضربة جزاء أو طردا أو بطاقة صفراء والعكس أحيانا بأن هناك ضربة جزاء لم تحتسب أو هدفا صحيحا ألغي، وجميعها قرارات مؤثرة وكل ذلك بعد عودة الحكم لحكم «الفار». نطالب جميعاً كوسط رياضي بأن يجد الاتحاد السعودي ممثلاً بلجنة الحكام حلاً لكثر هذه الأخطاء والتي لم تكون بتلك الكثرة قبل «تقنية الفيديو» وأيضاً أن يذكر اسم مخرج المباراة، وكما هو حال حكام تقنية الفيديو وأن تكون محاسبة لهم من الشركة المنتجة للدوري ليرتقي بما يليق بنا كمتابعين لأقوى دوري عربي، والذي يحمل اسم ولي العهد. عبدالحكيم العضيب -الرياض