الجواسيس من امثال ماريا بوتينا، التي تتصدر الصحف الامريكية هذه الايام لديهم قدرة على تشكيل التاريخ كما فعل قبلها مواطنها أوليج جوردويسكي في فترة الحرب الباردة قبيل اندلاع حرب نووية كانت وشيكة. » اعتقال بوتينا وقالت صحيفة «يواس ايه توداي»: في شهر يوليو الماضي، القت ادارة التحقيقات الفيدرالية في الولاياتالمتحدة القبض على بوتينا بتهمة التخابر والعمل كوكيل لجهة اجنبية، وقال ممثلو الادعاء «إن ماريا ذات التسعة وعشرين عاما كانت متواصلة مع عملاء المخابرات الروسية». الجواسيس بشكل عام منتشرون في كل مكان: جواسيس إلكترونيون، جواسيس من بني البشر متخفين في الزي المدني وفي عالم المال والسياسة والاقتصاد، يتسللون إلى وسائل الإعلام، يبثون اخبارا مزيفة، يزرعون الاكاذيب ويتلاعبون بالانتخابات. وهناك جواسيس مهمتهم قتل جواسيس اخرين، وقد تكون محاولة قتل الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال في بريطانيا هذا العام جزءا من حرب تجسس غير معلنة. » الجاسوس المزدوج احد اشهر عمليات التجسس، التي يمكن ان تسلط الضوء على مخاطر هذا العالم وتعقيداته وتقلباته حكاية أوليج جوردويسكي الجاسوس المزدوج، الذي استطاع ان يمنع نشوب حرب نووية ايام الحرب الباردة. جوردويسكي جاسوس ابن جاسوس واخوانه ضباط جواسيس، ولد عام 1938 وتدرب في مدرسة الجواسيس رقم 101 خارج موسكو ثم تحول مع مرور الزمن وهو على رأس العمل الى عدو خفي للشيوعية، وكرس وقته وجهده لمحاربتها واصبح اهم عميل مزدوج، جندته المخابرات البريطانية «MI6» وتقاسمت معلوماته مع زميلتها المخابرات الامريكية في عهد الرئيس رونالد ريجان. » مغاليق المخابرات فتح جوردويفسكي مغاليق المخابرات السوفيتية للغرب في منعطف تاريخي خطير وكشف ليس فقط ما تفعله المخابرات السوفياتية؛ بل ذهب الى اهم من ذلك فأبلغ عما كان يفكر فيه الكرملين ويستعد له، لقد خان بلاده مخاطرا بحياته وانقذ العالم من حرب نووية شاملة كانت على وشك ان تنشب وهذا ما جعل الكثيرين يقولون انه غيّر مجرى التاريخ. لقد ظل داخل الاتحاد السوفيتي يتجسس لصالح الغرب على مدى عشر سنوات رغم ان احتمال القبض عليه وتعذيبه وقتله كان متوقعا في اي وقت.. لماذا فعل ذلك؟ والسؤال الاهم لماذا يقدم شخص على الانخراط في اعمال التجسس؟، لماذا يتخلى عن حياته الاسرية الامنة والاصدقاء والمهن التقليدية ويتجه الى عالم الأسرار الخفي المحفوف بالمخاطر؟، بل لماذا يلتحق احدهم بمؤسسة استخبارية ثم يتغير ولاؤه الى اخرى هو على علم بأنها معادية؟. » مسار التاريخ وعودة الى ماريا بوتينا.. هل غيرت مسار التاريخ في امريكا؟. بدأت مشوارها عام 2013 في بلادها تقود حركة ناشئة تطالب بإعطاء الروس حق حمل السلاح متحدية رفض السلطات مثل هذا الطلب، والامريكيون سارعوا للترحيب بها وتسهيل وصولها الى بلادهم فكل مَنْ يعارض النظام في روسيا مرغوب ومطلوب. استقرت في الولاياتالمتحدة بتأشيرة دخول طويلة الاجل، ثم شقت طريقها، وهي تتذكر وصية حسب المحققين الامريكيين تلقتها قبل مغادرة موسكو: أريدك أن تذهبي للعمل مع الولاياتالمتحدة وليس في رحلة سياحية. بوتينا قالت للمحققين انها غير مذنبة عندما وجهت لها تهمة العمل مع مصرفي مرتبط بالكرملين لتوسيع النفوذ الروسي في امريكا، ومع اخرين ضمن خطة امتدت عدة سنوات.