عبروا المانش، وتألقوا في المياه المفتوحة والمغلقة، حتى خيل للبعض أن علاقة خاصة تجمعهم، هكذا هم أبناء صفوى، الذين ما زالوا يسطرون ملاحمهم البطولية داخل أحواض السباحة، عقب أن خلد علوي مكي اسمه في كتب التاريخ كأول سعودي وخليجي يتمكن من عبور بحر المانش، بين بريطانيا وفرنسا، ليطلق عليه لقب «عابر المانش». ويعتبر علوي مكي، الرئيس السابق لمكتب الهيئة العامة للرياضة بالقطيف، أحد أبرز الملهمين والنموذج، الذي يحفظ تاريخه السباحون هنالك في نادي الصفا، لكن قصة التألق لم تتوقف مع مرور الزمن، فالتألق ما زال عنوانا يذكر أينما حل سباحو الصفا. (44) ميدالية ذهبية حققها نجوم الصفا في بطولة التحدي الثانية بجدة، كاتبين سطرا جديدا في تاريخ السباحة السعودية، كيف لا وعدد الذهب الذي حقق من قبلهم يفوق مجموع كل الذهب المحصود من المنافسين، الذي بلغ (19) ميدالية ذهبية فقط. ولم يكتف أبناء الصفا بالتواجد في المركز الأول في بعض السباقات، بل تواجدوا أيضا في المركزين الثاني والثالث، محققين (19) ميدالية فضية و(8) ميداليات برونزية. مَنْ لا يعرف الإرادة والعزيمة والإصرار، الذي يمتلكه سباحو الصفا، يعتقد أنهم يمتلكون مسبحا بمواصفات عالمية، وأدوات تدريبية لا تتوافر إلا لديهم، لكن الحقيقة تكشف عن أن هؤلاء الأبطال يمارسون تدريباتهم اليومية في مسبح مكشوف، وبأدوات عادية جدا، لكن بطموحات كبيرة تناقلها جيل بعد الآخر، وأرسى مفهومها اداري اللعبة وجدي المرهون، والمدربان الوطنيان المتميزان علي المعلم ومحمد اليوسف، اللذان تجاوزت بصماتهما الفنية حدود صفوى إلى كل المملكة من خلال تواجدهما المستمر في الأجهزة الفنية للمنتخبات السعودية المختلفة.