نجحت روسيا في تنظيم نسخة رائعة لكأس العالم في صيف العام الحالي، نالت على اثرها اشادات جميع من حضر، وتابع فعاليات مونديال 2018، وجاء على رأس تلك الِاشادات، ما قاله جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عشية نهائي المونديال الذي جمع فرنسا وكرواتيا، ان روسيا نجحت في تنظيم أفضل كأس عالم في التاريخ. روسيا في 2018 عكست كل التوقعات المسبقة وبددت المخاوف من عدم التفاعل مع البطولة، وكل شيء كان رائعاً على مدار شهر كامل هي عمر البطولة سواء داخل الملعب او خارجه، فالعالم لن ينسى ماقدمه الروس لضمان نجاح المونديال منذ الوهلة الأولى وسيظل هذا النجاح محفوراً في أذهان عشاق الساحرة المستديرة في شتى أنحاء المعمورة. » أسوأ نسخ المونديال على النقيض تماما سيكون العالم على موعد مع أسوأ نسخة لكأس العالم على الإطلاق عندما تستضيف الدويلة الصغيرة قطر الكرنفال العالمي في العام 2022. كل المؤشرات تؤكد ان قطر لن يكون بمقدورها تنظيم نسخة كالتي نظمتها روسيا فلا وجه للمقارنة بين الثرى والثريا. الفضائح التي لاحقت النسخة 22 لكأس العالم ازكمت الأنوف منذ الاعلان عن فوز قطر بحق التنظيم وانقلبت الدنيا رأساً على عقب، بعد زلزال فضائح الرشى والفساد الذي تسبب فيه تنظيم الحمدين. مخاوف كثيرة لدى عشاق الفن الكروي من ان يكون لدى قطر القدرة على تنظيم كأس عالم ناجحة، وذلك بسبب الكم الهائل من الازمات التي تحيط بها من كل جانب، سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي، او على صعيد البنى التحتية من استادات وفنادق وشبكة مواصلات، فاستضافة كأس العالم، تتطلب من الدولة المضيفة العديد من التجهيزات، خاصة تلك المرتبطة بالبنى التحتية، ما يعني زيادة الإنفاق الحكومي، للقيام بهذا الحدث العالمي وهو الامر الذي اثقل كاهل قطر وفشلت فيه حتى الآن بسبب عدم اكتمال أعمال البناء في الملاعب بعد التوقف لفترة طويلة بعد مقاطعة السعودية والامارات ومصر والبحرين لقطر لاتهامها بدعم وتمويل الإرهاب. » صدمة جديدة التأخير في تشييد الملاعب وعدم تسليمها في الموعد المحدد لن يكون العائق الوحيد، فما يثير المخاوف أيضأ هو قرار الفيفا بزيادة عدد المنتخبات المشاركة الى 48 منتخباً بدلاً من العدد الحالي 32 منتخباً، وهو ما سيزيد الاعباء على قطر ذات المساحة الصغيرة لانها لن يكون بوسعها استضافة هذا العدد من المنتخبات لان الأمر لن يكون مقصوراً على الاستادات التي ستقام عليها المباريات وملاعب التدريبات وهو ما لم تضعه قطر في حسبانها لان حساباتها واستعداداتها لتنظيم الحدث الرياضي الاهم في العالم كانت مبنية على استضافة 32 منتخباً فقط. صدمة اخرى لن يكون بمقدور قطر استيعابها وهي العدد الكبير من الجماهير المتوقع حضوره لاسيما بعد زيادة عدد المنتخبات، لانه لن يكون بوسعها استقبال ثلاثة ملايين مشجع هو العدد الاجمالي الذي حضر في مونديال روسيا، بينما تجاوز العدد الذي تواجد في مناطق المشجعين حاجز الخمسة ملايين مشجع. قطر تعرضت بالفعل لانتقادات كثيرة بسبب انتهاكات حقوق العمال وحالات الوفاة التي تم الكشف عنها وحقق فيها الفيفا ومنظمة العمل الدولية بسبب الاساءة في معاملة العمال وانتهاك حقوقهم واجبارهم على العمل لساعات طويلة غير معترف بها دولياً. » الاسوأ لم يأت بعد الأسوأ لم يأت بعد والترقب أصبح اكبر من أي وقت مضى لما يمكن أن يكون عليه الحال في قطر اذ ان الدويلة الصغيرة متورطة في تمويل ودعم الإرهاب، الأمر الذي يعرضها إلى تهديدات إرهابية انتقامية ما يعرض البطولة للخطر في سابقة قد تعكر صفو المونديال. وترى الكاتبة الاماراتية نورا المطيري ان فشل تنظيم كأس العالم 2022 لن ينعكس على قطر وحدها، بل ان المصيبة ستعم، وسيلحق كل عربي عار لن يمحى مدى الحياة وسيقولون إن العرب فاشلون في كل شيء حتى أبسط الأشياء وهي تنظيم فعالية دولية. وتابعت المطيري في مقالها المنشور في صحيفة البيان الاماراتية: تنظيم كأس العالم ليس مجرد إقامة ملاعب ومرافق إسمنتية، بل هي مسألة شعبية اجتماعية عميقة تحتاج شعباً لديه ثقافة متفوقة يستطيع من خلالها استضافة الدول واللاعبين والجماهير والسهر على أمنهم والتفاعل مع ثقافتهم وأفكارهم وشجونهم، تحتاج جيشاً كبيراً من المتفهمين المتعلمين الذين يقدرون استضافة الشعوب بمختلف عقولهم وأمزجتهم وعمل فعاليات نوعية لهم. وزادت المطيري: قد تستطيع قطر بناء ملاعب ولكنها لن تقدر أبداً على استضافة مئات الآلاف من الجماهير المختلفة الأعراق وإرضائهم لأنها ببساطة ليس لديها البنية التحتية الاجتماعية القادرة على ذلك، ولن تتمكن خلال 4 سنوات من إعادة تأهيل قطر لتتحول إلى دولة سياحية حضارية تحت حكم نظام يدعم ويمول الإرهاب. واضافت: قد يعتقد البعض أن البنية الاجتماعية التي تستقبل الضيوف مسألة ثانوية ولكن العارفين المجربين يعلمون أنها مسألة في غاية الدقة والأهمية. » مخاوف الاعلام العالمي المخاوف من تنظيم قطر لكأس العالم لم يقتصر على العرب فقط، بل واصلت وسائل الاعلام العالمية التعبير عن مخاوفها من تنظيم قطر لأسوأ نسخ المونديال لتصبح الإذاعة الألمانية «آر تي أل» الشهيرة أحدث المحذرين من الفشل القطري. وانتقدت الإذاعة الألمانية البطء الشديد في تنفيذ المرافق الرياضية والبنية التحتية، وابدت انزعاجها من عدم جاهزية قطر للمونديال. وقالت الإذاعة الألمانية ان تعهدات تدشين الطرق والفنادق والمتاحف كلها مجرد سراب وان التسويف يهيمن على مراحل الانتهاء من جميع المرافق. وقالت اذاعة «ار تي ال» ان قطر بالغت في الاعلان عن مشروعات ضخمة ستقام، معظم هذه المشروعات لم تنجز وليس هناك اي واقع ملموس لتلك المشروعات المطلوبة لاستضافة المونديال. » مقارنة صادمة الكاتب الروسي أليكسي نيتشاييف عقد مقارنة صادمة بين موسكو والدوحة، و قال: اعترف المجتمع الدولي بأن روسيا تمكنت من تنظيم كأس العالم على مستوى لائق، ووصف رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، كأس العالم بأنه الأفضل في تاريخ البطولات، ولكن المرحلة المقبلة ستكون إمارة صغيرة هي التي ستنظم البطولة التى ستجرى في الشرق الأوسط للمرة الأولى في التاريخ، والدوحة تعتمد حتى الآن على الترويج لنفسها كدولة غنية. وتابع نيتشاييف: بإمكان قطر أن تؤثر على باقي البطولات الرياضية الكروية في العالم، فنظرا إلى أن درجة حرارة الصيف فيها تتعدى ال 50 مئوية، فقد عمدت إلى إقامة البطولة في الشتاء، ما يعني إجبار اللاعبين في أوروبا على اللعب أثناء فترات تعودوا فيها طيلة عمرهم على عدم ممارسة نشاطات والحصول على راحة، سيتعين على جميع اللاعبين والمدربين، بسبب قطر، إعادة تنظيم كل شيء جذريا طوال عامين على الأقل، الأمر سيؤثر سلبًا على جودة لاعبي اللعبة ومؤشراتهم النفسية والفسيولوجية. بدورها أعلنت منظمة العفو الدولية «أمنستي» أنّ عشرات الأجانب العاملين في قطر في ورشة بناء إحدى منشآت كأس العالم 2022 لم يتلقّوا رواتبهم من أشهر. وقالت المنظمة في تقرير جديد حول قطر إن عمالاً من النيبال والهند والفيليبين لهم في ذمّة شركة «مركوري مينا» الهندسية التي تشغّلهم في قطر رواتب متأخرة قدرها 1700 يورو لكل منهم. وأضافت إن هذا المبلغ يمثّل بالنسبة الى بعض هؤلاء العمال راتب عشرة أشهر. وإذ أعربت المنظمة الحقوقية عن أسفها لأنّ عدم دفع هذه المستحقّات «دمّر حياة» العديدين، طالبت الحكومة القطرية بأن تسدّد بنفسها هذه المبالغ لمستحقّيها. ونقل التقرير عن ستيف كوكبورن مدير القضايا الدولية في أمنستي قوله إنّه «من خلال حرصها على تلقّيهم رواتبهم، يمكن لقطر أن (...) تظهر أنها جدّية في (رغبتها المعلنة) بتحسين حقوق العمال». وأوضحت المنظمة الحقوقية أنّها أعدّت تقريرها استناداً إلى إفادات 78 من عمّال الشركة، مشيرة إلى أنّها تعتقد أنّ عدد العمال الذين لم يتلقّوا مستحقاتهم هو أكبر بكثير وقد يكون بالمئات. وقالت أمنستي إنّ الشركة الهندسية توقّفت عن دفع الرواتب في فبراير 2016 وقد استمر الحال على هذا المنوال طوال أكثر من عام.