قال مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، جون بولتون، الأربعاء: إن النظام الإيراني يدعم الإرهاب منذ مجيء الخميني 1979، لافتا إلى أن الأوروبيين بين خيارين، اما العمل مع واشنطن أو طهران. وأضاف بولتون، خلال مؤتمر صحفي على هامش زيارته لإسرائيل: إن الاتفاق النووي الإيراني أثبت فشله وعلى طهران الانسحاب من سوريا. وأكد بولتون أن أمريكا ستستخدم أشياء أخرى للضغط على نظام إيران إضافة للعقوبات الاقتصادية. تشديد العقوبات وقال مستشار ترامب: لا إمكانية لتخفيف العقوبات الأمريكية على إيران، لافتا إلى أن سياستهم ليست تغيير النظام الإيراني بل تغيير سلوك طهران، وشدد على ضرورة انسحاب طهران من سوريا، مؤكدا أنها سبب رئيسي لما آلت إليه الأمور في هذه البلاد. وكان بولتون أكد في وقت سابق أمس أن تأثير العقوبات التي أعادت بلاده فرضها على إيران أكثر فاعلية مما كان متوقعا. وأضاف بولتون خلال مقابلة مع «رويترز»: إن تأثير إعادة فرض العقوبات ظهر بوضوح على اقتصاد إيران وعلى الرأي العام داخلها، وأشار إلى استمرار نشاط الملالي الإقليمي الذي تعارضه واشنطن، ويزعزع أمن واستقرار المنطقة، وقال: النشاط الإيراني في المنطقة ما زال عدوانيا، ما يفعلونه في العراق وفي سوريا ودعمهم ل«حزب الله» في لبنان و«الحوثي» في اليمن وما هددوا بفعله في مضيق هرمز. ويعد المضيق ممرا مائيا إستراتيجيا لشحنات النفط التي هدد الحرس الثوري بمنع مرورها ردا على حظر كل صادراته النفطية، فيما تعهدت واشنطن بحمايته من أي تهديدات. صعوبة التحايل وتسعى قوى أوروبية لضمان حصول إيران على منافع اقتصادية كافية لإقناعها بالبقاء في الاتفاق، وثبت مدى صعوبة ذلك بسبب قلق شركات أوروبية كثيرة من العقوبات الأمريكية واسعة النطاق، وانسحبت مجموعة النفط الفرنسية «توتال» من مشروع كبير للغاز في إيران، إضافة لأكثر من 10 شركات عالمية من عدة قطاعات هناك. وقال بولتون: نتوقع أن يرى الأوروبيون -كما ترى شركاتهم- أن الاختيار بين إجراء معاملات مع إيران والولايات المتحدة واضح جدا لهم. وأضاف: لذا سنرى إلى ماذا ستؤول الأمور في نوفمبر، والرئيس دونالد ترامب جعل الأمر واضحا جدا، إنه يريد ممارسة أقصى ضغط على إيران، وهذا هو ما يحدث. يشار إلى أن بولتون شدد -عقب توليه منصبه مارس الماضي- على أن العهد الذهبي لعلاقات الملالي مع واشنطن انتهى. معاناة وعقوبات وأعادت الإدارة الأمريكية فرض العقوبات على إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الذي أُبرم في 2015، ووصفه ترامب ب«المعيب»، كما يعتبره غير كاف لحرمان إيران مما تحتاجه لصنع قنبلة ذرية ودافعا لتدخلها في شؤون المنطقة. ويعاني الاقتصاد الإيراني من ارتفاع معدل البطالة والتضخم، وزادت إعادة فرض العقوبات الأمر سوءا. وتظاهر آلاف الإيرانيين في الأسابيع القليلة الماضية احتجاجا على الارتفاع الحاد في الأسعار ونقص الوظائف والفساد، وتحولت بعدها إلى مظاهرات مناهضة للنظام. واعادت واشنطن في 7 أغسطس عقوبات قديمة على طهران، فيما ستفرض حزمة أخرى ستكون أقوى، في 4 نوفمبر وتستهدف مبيعات النفط. المقاومة تحتفي وفي منحى منفصل، تحتفي الجاليات الإيرانية في 30 عاصمة ومدن رئيسية في أوروبا وأمريكا الشمالية، بعد غد السبت، بذكرى 30 ألف سجين سياسي أعدمهم نظام «ولاية الفقيه» في مجزرة 1988. وستكون الانتفاضات الشعبية في إيران موضوع مناقشات «الذكرى الثلاثين لمجزرة 30.000 سجين سياسي في إيران»، بمشاركة الآلاف من الموالين للمقاومة، في العواصم والمدن الأوروبية والأمريكية. يذكر أن تطبيقا لفتوى عن خميني، مؤسس النظام، أدى لإعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي في 1988. وسبق أن حذرت «العفو الدولية» من محاولات النظام لتدمير أدلة ومعالم تلك المجزرة، بما في ذلك جرف بعض المقابر الجماعية، فيما لم يتم أي تحقيق دولي مستقل بشأن المجزرة حتى الآن، لمحاسبة المسؤولين عنها.