- استضافة الملك لذوي الشهداء اليمنيين لفتة انسانية أسعدت اليمن - وقوف اليمن مع المملكة بمصير واحد لمنع ممارسة السياسة في الحج - 25 ألف حاج من كافة المناطق اليمنية يثنون على رعاية حكومة خادم الحرمين - التزام كافة الوكالات اليمنية وحجاجها بعدم رفع أي شعارات سياسية - استنكار الحكومة ووزارة الأوقاف اليمنية لكافة دعوات تسييس الحج - المملكة تستقبل الجميع دون النظر إلى أعراقهم أو ألوانهم أو أجناسهم أكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني د. أحمد زبين عطية عن استكمال عملية التفويج بيسر وسهولة لما يقارب 25 ألف حاج يمني من كافة محافظات اليمن بما فيها المناطق القليلة الخاضعة لسيطرة الانقلابين، موضحا بعض الصعوبات التي واجهها الحجاج في عملية النقل في الجانب اليمني نتيجة وعورة الطرق وتخريبها في ظل الانتهاكات المستمرة من قبل الميليشيات الحوثية، واصفا رحلة الحاج اليمني إلى أن تم استقبالهم عبر منفذ الوديعة بالميسرة وسط جهود ورعاية من حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى أن وصلوا بنجاح إلى المشاعر المقدسة، مع توفير كافة الخدمات لهم في أرقى الفنادق القريبة من المشاعر، واعتماد نظام المرابطة ولأول مرة في نظام النقل، وسهولة في عملية التأشيرات عبر المسار الإلكتروني. وأوضح خلال حواره ل «اليوم» أن حشر السياسة في هذه المناسك يفقد العبادة قيمتها ويخرجها من مقاصدها، مشيدا بما تقوم به المملكة من جهد كبير أمنيا وخدميا يفوق كل التوقعات.. فإلى تفاصيل الحوار: حدثنا عن الإجراءات الخاصة باستقبال حجاج اليمن وأعدادهم ووسيلة النقل لهم في ظل الأزمة الراهنة عبر منافذ المملكة؟ في البداية لا بد أن نشكر صحيفة اليوم لاهتمامها بقضية الحجاج اليمنيين.. ولا بد من الإشارة إلى ما تمر به اليمن من ظروف صعبة نتيجة الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي الانقلابية على الشعب اليمني، جعلتنا أمام تحدٍ صعب لتحمل مسؤولية أكبر في تفويج حجاجنا الذين يأتون من كل مناطق اليمن بما فيها الخاضعة لسيطرة الانقلابيين. لقد تمت عملية التفويج بيسر وسهولة بحمد الله تعالى لما يقارب 25 ألف حاج، ثم بالجهود التي بذلتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الأشقاء في المملكة الذين كان لهم دور متميز بتسهيل إجراءات الدخول، وسلاسة المعاملات في المنفذ، وعمل الاستراحات على الطريق وتوزيع الوجبات، وعملية المرافقة الأمنية التي صاحبت الحجاج اليمنيين حتى وصولهم مكةالمكرمة، ومن منفذ واحد فقط هو منفذ الوديعة، حيث إنه الرابط الوحيد لنا بالمملكة، وكانت عملية النقل عبر الباصات وهو ما شكل صعوبة خاصة في الجانب اليمني نتيجة وعورة الطرق عدا القليلة المعبدة، ومع ذلك تمت عملية التفويج بنجاح. لوزارتكم دور بارز في تفويج الحجاج حدثنا عن السبل والآليات التي تم اتخاذها؟ وهل أضيفت خدمات جديدة التمستموها خلال موسم حج هذا العام؟ لقد تمت عملية التفويج هذا العام بيسر وسهولة، عبر منفذ بري واحد يربطنا بالسعودية، وقد تم التعاون مع الأشقاء في المملكة لتيسير عملية الدخول من المنفذ، من خلال زيادة عدد «الكاونترات» في الجوازات، وكانت العملية تتم بتنسيق دقيق، وقد شكلنا لجنتين للتفويج في المنفذين اليمني والسعودي لرفع الأداء المشترك ولرفع شعار التميز في هذا العام، وعملنا على تطوير بعض الخدمات، منها ما يتعلق بالإعاشة فقد اعتمدنا 8 مطابخ من بين 21 مطبخا من خلال مناقصة، ووضعنا آليات وشروطا للمطابخ بأعلى المواصفات والمعايير، كما أن نظام السكن في أرقى الفنادق، وحرصنا على أن تكون على مقربة من المشاعر، وأن يتحقق للحاج الراحة فيها بحيث تتسع الغرفة لثلاثة إلى أربعة أفراد فقط، وفي نظام النقل اعتمدنا ولأول مرة نظام المرابطة، فالحافلة التي أتت بالحاج من اليمن هي ذاتها التي ستنقله ما بين المشاعر ثم الى المدينةالمنورة ثم الى أرض الوطن، كما أن الحافلات موديلات حديثة من 2015 فما فوق، وفيها كل الخدمات المريحة، كما أن عملية التأشيرات هذا العام تمت عبر المسار الإلكتروني من خلال مركز المعلومات التابع لمكتب شؤون حجاج اليمن في مكةالمكرمة، وهناك العديد من الإضافات والميزات التي قمنا بتطويرها هذا العام لا يتسع المقام لذكرها. كيف تقرؤون دور المملكة في استقبال مسلمي العالم، دون تسييس للحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن؟ للمملكة أدوار كبيرة لا ينكرها إلا جاحد، وهي إذ تستقبل المسلمين فإنها لا تنظر إلى أعراقهم ولا ألوانهم ولا أجناسهم وإنما تستقبلهم بكل أطيافهم، وتقدم لهم خدماتها كضيوف للرحمن، وكون البقاع المقدسة مكانا لإفراد الله بالعبودية دون تمييز ولا تفريق، بلبس واحد وشعار واحد «لبيك اللهم لبيك» ومناسك موحدة على صعيد واحد، فإن حشر السياسة في هذه المناسك يفقد العبادة قيمتها ويخرجها من مقاصدها، وهذا المكان ليس مخصصا للسياسة وإنما للعبادة فقط. وما تقوم به المملكة من جهد كبير أمنيا وخدميا يفوق كل التوقعات من ترتيب لأداء هذه الشعيرة، ليس بالسهل، ومنع ممارسة السياسة في الحج أمر يتفق مع مقاصد التشريع لما فيه المصلحة العامة من حفظ للأمن وعدم إحداث فوضى تتسبب في إحداث خلل في إتمام الحاج مناسكه، أو ربما لا سمح الله بإزهاق أنفس. ومن يدعون إلى تسييس الحج فإنما هم يريدون من وراء ذلك مآرب تستهدف المملكة وأمنها، ونحن في وزارة الأوقاف اليمنية نستنكر تلك الدعوات ونشد أيدينا بأيدي السعودية في منع ذلك، وبدورنا فيما يتعلق بحجاجنا ألزمنا الوكالات والحجاج بعدم رفع أي شعارات سياسية، ورفعنا شعارا في العام الماضي «الحج عبادة وتقديس لا شعارات وتسييس» والتزم بهذا جميع حجاجنا، وحصلنا على إشادات من الأشقاء في السعودية. أصدر خادم الحرمين الشريفين قرارا باستضافة 1500 حاج وحاجة يتضمنون ذوي شهداء الجيش الوطني اليمني، حدثنا عن الأعداد المخصصة لليمنيين وكيف تثمنون هذه اللفتة الانسانية؟ نثمن هذه اللفتة الإنسانية من خادم الحرمين الشريفين، وهذا ليس بخافٍ على المملكة الشقيقة، في تقديم يد العون لليمنيين، ومساعدتهم في أحلك الظروف والمواقف الصعبة، وهذه المنحة لذوي الشهداء كان لها أثر في قلوب الناس خاصة من ضحى أهلهم وذووهم ورووا بدمائهم الزكية في الدفاع عن اليمنيين وكرامتهم، وكان لها أثر بالغ كما أسلفت في قلوب ذوي الشهداء وإدخال الفرحة عليهم بأن أعانهم في أداء ركن من أركان الإسلام. ما هو تقييمكم للخدمات التي تقدمها المملكة من جهود في خدمة الحرمين الشريفين على مدار العام؟ لا نستطيع أن نصف الخدمات المتميزة التي تقدمها وما تقوم به من جهود في خدمة ضيوف الرحمن وزوار البقاع المقدسة، كونها تفوق الوصف، فالمملكة أولت الحرمين اهتماما كبيرا، ونحن لا نستطيع أن نسابق الإنجازات التي توليها لخدمة الحرمين، ففي كل مرة نشهد تغيرات جديدة وخدمات متميزة تصب في تقديم الخدمة الأفضل للزائر أو الحاج والمعتمر. وهذه الجهود تُشكر عليها المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله -. كيف ترون رؤية المملكة 2030 التي تقدم استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة؟ كما أسلفت فإن المملكة تسابق الزمن في تقديم الخدمة الافضل للحاج والمعتمر والزائر للحرمين الشريفين، ورؤية المملكة ستعمل على تطوير الخدمات وتيسير المناسك على الحاج والمعتمر، حتى يؤديها بيسر وسهوله، وما «هاكاثون الحج» الذي أُقيم مؤخرا إلا خير دليل على أن المملكة ماضية في سبيل تحقيق التميز في خدمة ضيوف الرحمن.